الوجه، ورواه مرة، فقال فيه: عن أبي عياض، عن أبي هريرة، كما تقدم، هو حديث ضعيف.
وإنما اشتهر هذا الحديث من حديث أبي هريرة، رواه عنه جمع من أصحابه، منهم: أبو صالح، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومحمد بن زياد، وعطاء بن يسار، وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، وهمام بن منبه، وأبو الوليد مولى عمرو بن خراش، وموسى بن يسار، والله أعلم.
* ثم وجدت له متابعة غريبة:
رواها محمد بن عمر بن سلم: ثنا سعيد بن سعدان [أبو القاسم الكاتب: صدوق. فتح الباب (٣٧)، تاريخ بغداد (١٠/ ١٤٨ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٧/ ٢٦٤ - ط الغرب).]: ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري [ثقة متقن]: ثنا محمد بن صبيح، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن المسكين ليس بالطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان»، قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟ قال:«المسكين الذي ليس له مال يغنيه، ويستحي أن يسأل الناس، ولا يُفطَنُ له فيتصدَّق عليه».
أخرجه أبو نعيم في الحلية (٨/ ٢١٤).
قال أبو نعيم:«غريب من حديث ابن السماك، تفرد به عنه: إسحاق».
قلت: محمد بن صبيح ابن السماك أبو العباس الكوفي المذكر، قال ابن نمير:«ليس حديثه بشيء»، وقال مرة:«وكان صدوقاً ما علمته، ربما حدث عن الضعفى»، وقال ابن حبان:«مستقيم الحديث، وكان يعظ الناس في مجالسه»، وقال الدارقطني:«لا بأس به»، وله أوهام [الجرح والتعديل (٧/ ٢٩٠)، الثقات (٩/ ٣٢٩)، سؤالات الحاكم (١٤٦)، تاريخ بغداد (٥/ ٣٦٨)، الأنساب (٣/ ٢٨٩)، اللسان (٧/ ٢٠٥)].
قلت: وهذا غريب جداً، ولا يثبت؛ فإن شيخ أبي نعيم؛ محمد بن عمر بن محمد بن سالم ابن الجعابي، وإن كان حافظاً مشهوراً؛ إلا أن له غرائب ومناكير، ورمي بالاختلاط والتشيع، واتهم برقة الدين، وترك الصلاة [سؤالات السلمي (٤٣٧)، سؤالات الحاكم (٢٢٥)، سؤالات السجزي (٣٠٢)، تاريخ أصبهان (٢/ ٢٥٨)، تاريخ بغداد (٤/٤٢ - ط الغرب)، الأنساب (٣/ ٢٨٥)، السير (١٦/ ٨٨)، تاريخ الإسلام (٨/ ٨٤ - ط الغرب)، اللسان (٧/ ٤٠٨)]، والله أعلم.
* وروي موقوفاً على عمر، وعائشة، وابن عمر، ولا يثبت عنهم، وفي الصحيح غنية [ومنهم من جود إسناده عن عمر، ورفعه. انظر: ما أخرجه ابن المقرئ في المعجم (٨٥)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٨/ ٥٢)] [وهو حديث منكر؛ تفرد به عن حماد بن سلمة: يحيى بن السكن البصري، وهو ضعيف، يتفرد عن كبار الثقات بما لا يتابع عليه. راجع ترجمته في فضل الرحيم الودود (٨/ ٤٣١/ ٧٨٢)].
[ومنهم من جود إسناده عن عائشة، ورفعه. انظر: ما أخرجه ابن عبد البر في التمهيد