للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الفصل للوصل المدرج في النقل (١/ ٣٥٥). [التحفة (١٠/ ٤٤٥/ ١٥٢٧٧)، الإتحاف (١٦/ ١٢٢/ ٢٠٤٨٣)، المسند المصنف (٣١/ ٤٣٤/ ١٤٤٦٤)].

قال الخطيب: «كذا روى هذا الحديث عبد الواحد بن زياد عن معمر، وذكر المحروم ليس من قول النبي ، وإنما هو كلام الزهري، كذلك رواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن معمر مبيناً، وفصل كلام الزهري من كلام النبي ».

قلت: وهذا حديث صحيح، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، لكن اختلف فيه على معمر بن راشد:

• فرواه عبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ، راوية معمر]، ومحمد بن ثور [الصنعاني: ثقة]:

عن معمر، عن الزهري، قال: قال النبي : «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، والأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل، ولا يعلم مكانه، فيتصدق عليه». قال معمر: وقال الزهري: فذلك المحروم. لفظ عبد الرزاق.

ولفظ ابن ثور: «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان»، قالوا فمن المسكين يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يجد غنى، ولا يُعلم بحاجته فيتصدق عليه؛ فذلك المحروم».

أخرجه معمر في الجامع (١١/ ٩٦/ ٢٠٠٢٧)، وعبد الرزاق في التفسير (٣/ ٢٣٧/ ٢٩٨٢)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٢١/ ٥١٥). [المسند المصنف (٣١/ ٤٣٤/ ١٤٤٦٤)]

هكذا روياه عن معمر عن الزهري مرسلاً، وفصل عبد الرزاق المدرج، وجعله من قول الزهري، بينما أدرجه ابن ثور في الرواية التامة عنه، وفي رواية أخرى فصله حين أسند عن معمر قول الزهري في تفسير الآية: ﴿لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ [الذاريات: ١٩]، قال: «السائل: الذي يسأل، والمحروم: المتعفف الذي لا يسأل» [أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٢١/ ٥١٥)].

قلت: لعل معمراً قصر به مرة فأرسله، ووصله مرة أخرى حين حدث به:

عبد الواحد بن زياد [بصري، ثقة]، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى [بصري، ثقة، من أصحاب معمر المكثرين عنه]:

فروياه عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي قال: «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، والأكلة والأكلتان»، قالوا: فمن المسكين يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يجد غنى، ولا يعلم الناس بحاجته فيتصدق عليه». قال الزهري: وذلك هو المحروم.

هكذا فصله عبد الأعلى، وأدرجه عبد الواحد، وزيادة أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ زيادة في الإسناد من ثقتين، والزيادة منهما مقبولة في مثل هذا، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>