الناسُ عن ظَهر غِنى؛ فصداعٌ في الرَّأس، وداءٌ في البطن»، فقال الرجلُ: أعطني من الصدقاتِ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ:«إنَّ اللهَ ل لم يرضَ فيها بحكم نبيّ ولا غيره [في الصدقاتِ]، حتى حكمَ هو فيها، فجزأها ثمانيةَ أجزاء، فإن كنت من تلك الأجزاءِ أعطيتك أو: أعطيناك - حقَّك»، قال الصدائيُّ: فدخلَ ذلك في نفسي أني سألتُه وأنا غنيّ … وذكرَ الحديثَ بطولِه.
وهو حديثٌ منكرٌ؛ تفرَّد به عبدُ الرحمن بن زياد بن أنعمَ الأفريقيُّ، وهو: ضعيف، وقد أنكروا عليه أحاديث هذا منها [التهذيب (٢/ ٥٠٥)، الميزان (٢/ ٥٦١)].
وقد سبق تخريجه برقم (٥١٤)، راجع: فضل الرحيم الودود (٦/ ٧٠/ ٥١٤).
* * *
١٦٣١ - قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس المسكين الذي تردُّه التمرة والتمرتان، والأُكلة والأُكلتان، ولكنَّ المسكين الذي لا يسأل الناس شيئاً، ولا يفطنون به فيُعطونه».
* حديث صحيح
لم أقف على من أخرجه من طريق جرير بن عبد الحميد سوى أبي داود [التحفة (٩/ ١٢٣٥٥/ ٨١)، المسند المصنف (٣١/ ٤٣٥/ ١٤٤٦٥)].
* تابع جرير بن عبد الحميد [كوفيٌّ ثقة، من أصحاب الأعمش المكثرين عنه]:
أبو معاوية محمد بن خازم الضرير [ثقة، من أثبت الناس في الأعمش، وأكثرهم عنه رواية]، وأبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت]:
حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس المسكين الذي ترده الأُكلة والأُكلتان، أو التمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس شيئاً، ولا يُفطَنُ بمكانه فيُعطى». لفظ أبي نعيم [عند أحمد].
ولفظ أبي معاوية [عند ابن خزيمة والمطرز]: «ليس المسكين بالطَّوَّاف، ولا بالذي ترده اللقمة ولا اللقمتان، ولا التمرة ولا التمرتان، ولكن المسكين المتعفف؛ الذي لا يسأل الناس شيئاً، ولا يُفطن له فيُتصدق عليه».
أخرجه ابن خزيمة (٤/ ٦٦/ ٢٣٦٣)، وأحمد (٢/ ٣٩٣)(٤/ ١٩١٢/ ٩٢٣٤ - ط المكنز)، وأبو زرعة الدمشقي في الفوائد المعللة (٣٠)، وأبو بكر المطرز في فوائده (١٠٣)، وابن أبي حاتم في التفسير (١/ ١٦١/ ٨٤١) و (١/ ١٥٥٢/ ٢٨٩) و (٣/ ٩٤٨/ ٥٢٩٥)، والهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (٢/ ١٧٣/ ٧٣٤)، وأبو بكر الشافعي في فوائده الغيلانيات (٤٨٤)، وأبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار (١١١)، وفي الرابع من