فأعطاه، ثم قال: زدني، فزاده مراراً، قال: ثم ولى مدبراً، قال رسول الله ﷺ:«إن الرجل ليأتيني فيسألني فأعطيه، ثم يسألني فأعطيه»، يقولها ثلاث مرات، «ثم يولي مدبراً وقد أخذ بيده ناراً، ووضع في ثوبه ناراً، وانقلب إلى أهله بنار».
أخرجه أحمد (٥/ ٢٣٠٢/ ١١٢٥٣ - ط المكنز)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/٦/٤ - مسند عمر)، وابن حبان (٨/ ٥٦/ ٣٢٦٥)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ١٣٨ و ١٣٩)، وأبو منصور الديلمي في مسند الفردوس (٢/ ٦٧٨/ ٨٢٢ - زهر الفردوس). [الإتحاف (٥/ ٤٩٩/ ٥٨٤٥)، المسند المصنف (٢٨/ ٢٥٥/ ١٢٦٩١)].
وهذا حديث حسن.
* * *
١٦٣٠ - قال أبو داود: حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا عبد الله - يعني: ابن عمر بن غانم -، عن عبد الرحمن بن زياد؛ أنه سمع زياد بن نُعيم الحضرمي؛ أنه سمع زياد بن الحارث الصُّدَائي، قال: أتيتُ رسول الله ﷺ فبايعته، … فذكر حديثاً طويلاً، قال: فأتاه رجل، فقال: أعطني من الصدقة، فقال له رسول الله ﷺ:«إن الله [تعالى] لم يَرْضَ بحكم نبيّ ولا غيره في الصدقات، حتى حكم فيها هو، فجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك حقك».
* حديث منكر
وهذا الحديث طرف من حديث طويل، وأوله، وفيه موضع الشاهد:
سمعت زياد بن الحارث الصدائي - صاحب رسول الله ﷺ يحدث، قال: أتيت رسول الله ﷺ فبايعته على الإسلام، فأخبرت أنه بعث جيشاً إلى قومي، فقلت: يا رسول الله! اردد الجيش، وأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم، فقال لي:«اذهب فارددهم»، فقلت: يا رسول الله! إن راحلتي قد كَلَّت، فبعث رسول الله ﷺ رجلاً فردهم، قال الصدائي: وكتب إليهم كتاباً فقدم وفدهم بإسلامهم، فقال رسول الله ﷺ:«يا أخا صداء إنك لمطاع في قومك»، فقلت: بل الله هداهم بك للإسلام، [وأحسن إليهم]، وقال لي رسول الله ﷺ:«أفلا أؤمرك عليهم؟»، فقلت: بلى يا رسول الله، فكتب لي كتاباً فأمرني، فقلت: يا رسول الله! مُرْ لي بشيء من صدقاتهم، فكتب لي كتاباً آخر.
قال الصدائي: وكان ذلك في بعض أسفاره، فنزل رسول الله ﷺ منزلاً، فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم ويقولون: يا رسول الله! أخذنا بشيء كان بيننا وبين قومه في الجاهلية، فقال رسول الله ﷺ:«أو فعل ذلك؟»، قالوا: نعم، فالتفت رسول الله ﷺ إلى أصحابه وأنا فيهم، فقال:«لا خير في الإمارة لرجل مؤمن»، قال الصدائي: فدخل قوله في نفسي، ثم أتاه آخر فسأله، فقال: يا رسول الله! أعطني، فقال رسول الله ﷺ: «من سأل