والخطيب في البخلاء (١٣)[وسقط ذكر عمر من الإسناد]. والضياء في المختارة (١/ ٢٠٠/ ١٠٣ و ١٠٤). [الإتحاف (١٢/ ١٢٣/ ١٥٢٢٥)].
تنبيه: وقع في بعض النسخ: معتمر بن سليمان؛ يعني: التيمي، وهو خطأ، إنما هو مُعَمَّر بن سليمان الرقي، وهو المعروف بالرواية عن عبد الله بن بشر الرقي، وهو المتفرد برواية هذا الحديث عنه. [انظر: التاريخ الكبير (٥/٤٩)(٦/٥٤/٦١٢٦ - ط الناشر المتميز) و (٨/٤٧)، المعرفة والتاريخ (٢/ ٤٥٧)، التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (٣/ ٢٣٢/ ٤٦٠٢ - السفر الثالث)، المراسيل (٤١٨)، الجرح والتعديل (٨/ ٣٧٢)، الكامل لابن عدي (٥/ ٤٠١)، المؤتلف للدارقطني (٤/ ٢٠٢٤)، إكمال ابن ماكولا (٧/ ٢٠٧)، الأنساب (٦/ ١٥٨)، وغيرها كثير].
قال البزار:«وهذا الحديث لا نعلم رواه عن جابر عن عمر؛ إلا عبد الله بن بشر عن الأعمش عن أبي سفيان، ولا نعلم رواه عن عبد الله بن بشر، إلا معمر بن سليمان».
وقال الحاكم:«أما مُعَمَّر بن سليمان الرقي فلم يخرجاه، وقد خرج مسلم عن عبد الله بن بشر الرقي؛ إلا أن هذا الحديث ليس بعلة لحديث الأعمش عن أبي صالح؛ فإنه شاهد له بإسناد آخر».
قلت: لم يخرج مسلم لعبد الله بن بشر الرقي، بل لم يخرج له من أصحاب الكتب الستة سوى النسائي وابن ماجه، وقد خالف الحاكم نفسه، حيث قال السجزي في سؤالاته للحاكم (١١٥): «وسمعته يقول: عبد الله بن بشر يحدث عن الأعمش بمناكير».
وعبد الله بن بشر الرقي: لا بأس به، له مناكير عن الأعمش وغيره.
وقد وثقه ابن معين في رواية عباس الدوري، والدارمي، وابن أبي خيثمة، وابن محرز، وابن طهمان، وتعقب عثمان بن سعيد الدارمي ابن معين في توثيقه لابن بشر هذا، فقال:«ليس بذاك»، وقد احتمل ابن معين تفرده بحديث:«أفطر الحاجم والمحجوم»، قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى، يقول: عبد الله بن بشر الذي يروي حديث الأعمش: «أفطر الحاجم والمحجوم»: ثقة من خيار المسلمين، لكن روى الساجي عن يحيى بن معين أنه قال:«عبد الله بن بشر الذي يروي عنه مُعَمَّر: كذاب، لم يبق حديث منكر لم يروه أحد من المسلمين، إلا وقد رواه عن الأعمش»، قلت: قول الجماعة من أصحاب ابن معين وملازميه وأكثرهم عنه رواية للمسائل: أولى بالصواب، لا سيما وهذا القول الأخير فيه مجازفة، ومجاوزة للحد في شأن هذا الرجل، فإنه ليس بكذاب، ولا متهم، ولكنه يتفرد ويهم، وهذه الأحاديث التي أنكرت عليه مروية من وجوه أخرى، أو لها أصل يشهد لها، فلعله دخل له حديث في حديث، أو رفع موقوفاً، أو وصل مرسلاً، ونحو ذلك من وجوه الوهم، وليست المتون التي رواها مكذوبة موضوعة، لكن لا يحتمل من عبد الله بن بشر مخالفة أصحاب الزهري والأعمش وأبي إسحاق وحميد الطويل، وغيرهم من الثقات كثيري الأصحاب.