وقال الحاكم:«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه المساقة، وقد رواه عبد الله بن بشر الرقي عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر».
وقال ابن عساكر في المعجم:«هذا حديث حسن غريب».
• … وقد اختلف في إسناده على أبي بكر بن عياش:
أ - فرواه يحيى بن آدم، وأحمد بن عبد الله بن يونس، ومحمد بن عيسى بن نجيح ابن الطباع، وشاذان أسود بن عامر، وسلم بن جنادة [وهم ثقات]، ومحمد بن طريف البجلي، وعلقمة بن عمرو بن الحصين العطاردي الكوفي [وهما: صدوقان]، ويحيى بن عبد الحميد الحماني [كوفي: صدوق حافظ؛ إلا أنه اتهم بسرقة الحديث. التهذيب (٤/ ٣٧٠)]، وضرار بن صرد الكوفي الطحان [ضعيف، تركه البخاري والنسائي، وكذبه ابن معين. التهذيب (٢/ ٢٢٧)، الميزان (٢/ ٣٢٧)]، وأحمد بن عمران [الأخنسي، سماه البخاري: محمداً، وقال: يتكلمون فيه منكر الحديث، وقال أبو زرعة:«تركوه»، ومشاه بعضهم مثل: العجلي وابن حبان وابن عدي. انظر: التاريخ الكبير (١/ ٢٠٢)، معرفة الثقات للعجلي (٩)، الضعفاء للعقيلي (١/ ١٢٧)، الجرح والتعديل (٢/ ٦٤)، الثقات (٨/١٣)، الكامل (٦/ ٢٧٧)، تارخ بغداد (٥/ ٥٤٤ - ط الغرب)، اللسان (١/ ٥٥٩)]، ومحمد بن سليم [أظنه البغدادي القاضي، قال ابن معين:«ليس بثقة، يكذب في الحديث»، ولينه أبو حاتم، وقال ابن سعد:«رأيت أصحاب الحديث يتقون حديثه». الطبقات (٧/ ٣٥٦)، الجرح والتعديل (٧/ ٢٧٥)، تارخ بغداد (٣/ ٢٧٤)، اللسان (٧/ ١٨٤)]:
عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال عمر: … فذكره.
وقد رواه محمد بن سليم [عند ابن أبي الدنيا] بلفظ خلاف الجماعة: قال: «إني أعطيته دينارين، لكن فلاناً قد أعطيته ما بين العشرين إلى المائة فما يثني»، قال: قلت: فلم تعطيهم؟ قال:«يسألوني، ويريدون أن أبخل، ويأبى الله ﷿ لي إلا السخاء».
وكذلك ضرار بن صرد [عند ابن الأعرابي]: قال: «إني أعطيته عشرة فقال خيراً، لكن فلاناً أعطيته ما بين العشرة إلى المائة؛ فما أثنى، ولا قال خيراً»، قال: بأبي وأمي فلم تعطيهم؟ قال:«يسألونني؛ يريدون مني أن أبخل، ويأبى الله لي إلا السخاء».
قلت: والحديث بهذا اللفظ لا يثبت؛ فإن كلا الراويين متكلم فيه.
ب - ورواه عيسى بن يوسف بن عيسى ابن الطباع روى عنه جماعة من الأئمة والمصنفين، ولم يجرح. تاريخ بغداد (١٢/ ٤٨٦ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٥/ ١٢٠٢ - ط الغرب): حدثنا أبو بكر بن عياش: حدثنا سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «والله إن أحدكم ليخرج بمسألته من عندي متأبطها، وما هي له إلا نار»، فقال عمر: فلم تعطيهم يا رسول الله، وهي نار؟ قال:«ما أصنع؟ يسألوني وأنا كاره فأعطيهم، يأبى الله لي البخل».