للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولفظ الوليد بن مزيد [عند يعقوب بن سفيان]، وعمر بن عبد الواحد [عند ابن أبي عاصم والطبراني]، وابن شابور [عند أبي نعيم]: قدم أبو كبشة السلولي دمشق في ولاية عبد الملك، فقال له عبد الله بن عامر [اليحصبي]: ما أقدمك؟ لعلك قدمت تسأل أمير المؤمنين [عبد الملك بن مروان] شيئاً؟ قال: وأنا أسأل أحداً شيئاً بعد الذي حدثني سهل ابن الحنظلية، قال عبد الله بن عامر: وما الذي حدثك؟ قال: سمعته يقول: قدم على رسول الله عيينة بن بدر [الفزاري]، والأقرع بن حابس [التميمي]، فسألاه، فدعا معاوية فأمره بشيء، لا أدري ما هو، فانطلق معاوية فجاء بصحيفتين، فألقى إلى عيينة بن بدر إحداهما - وكان أحلم الرجلين - فربطها في يد عمامته، وألقى الأخرى إلى الأقرع بن حابس، فقال لمعاوية: ما فيها؟ فقال: فيها الذي أمر به، قال: بئس وافد قومي إن أنا أتيتهم بصحيفة أحملها، لا أعلم ما فيها كصحيفة المتلمس. قال: ورسول الله مقبل على رجل يحدثه، فلما سمع مقالته أخذ الصحيفة ففضها، فإذا فيها الذي أمر به فألقاها، ثم قام وتبعه حتى مر بباب المسجد، فإذا بعير مناخ، فقال: «أين صاحب البعير؟»، فابتغي فلم يوجد فقال: «اتقوا الله في هذه البهائم، اركبوها صحاحاً، وكلوها صحاحاً»، ثم تبعته حتى دخل منزله، فقال: «كالمتسخط آنفاً، إنه من يسأل الناس عن ظهر الغنى، فإنما يستكثر من جمر جهنم»، فقلت: يا رسول الله وما ظهر الغنى؟ قال: «أن تعلم أن عند أهلك ما يغديهم أو يعشيهم». قال: فأنا أسأل أحداً شيئاً بعد هذا!.

ولفظ ابن شابور [عند أبي نعيم] غير تام، وآخره فقال: بئس وافد قومي إن جئتهم بصحيفة أحملها، لا أدري ما فيها كصحيفة المتلمس، فأخذه النبي فنظر فيها، فإذا فيها الذي أمر به فألقاها. فلم يضبط لفظه ابن شابور؛ ولم يكن هو في الحفظ والضبط مثل الوليد بن مزيد وعمر بن عبد الواحد، ولا مثل الوليد بن مسلم.

ولفظ صدقة [عند أبي عبيد وابن زنجويه]: حدثني سهل ابن الحنظلية، قال: قال رسول الله : «من سأل الناس عن ظهر غنى، فإنه ليستكثر من جهنم»، قلت: يا رسول الله، وما ظهر الغنى؟ قال: «أن تعلم أن عند أهلك ما يغديهم أو يعشيهم».

لكنه أسقط من إسناده: ربيعة بن يزيد، وهو ثابت في إسناد الوليدين وعمر وبشر ومحمد وأيوب، وثابت في إسناده هو أيضاً عند الطبراني في مسند الشاميين، من طريق هشام بن عمار عن صدقة به، ولفظه:

مر النبي بباب المسجد، فإذا ببعير مناخ، فقال: «أين صاحب هذا البعير؟»، فابتغي فلم يوجد، فقال: «اتقوا الله في هذه البهائم، اركبوها صحاحاً، وكلوها سماناً»، ثم مضى، فقال: «من يسأل الناس عن ظهر غنى فإنما يستكثر من جهنم»، فقلت: يا رسول الله! وما ظهر الغنى؟ قال: «أن تعلم أن عند أهله ما يغديهم أو يعشيهم».

ولفظ أيوب [عند ابن جرير والطحاوي]: سمعت رسول الله يقول: «من يسأل

<<  <  ج: ص:  >  >>