للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الدواب العجماء، كلوها صالحة، واركبوها صالحة»، ثم قال بعد أن دخل منزله: «كهيئة المتسخط آنفا، يقول: أذهب إلى قومي بصحيفة كصحيفة المتلمس، لا يدري ما فيها، ألا ومن سأل مسألة وعنده ما يغنيه فإنه يستكثر من النار».

فقال قائل: يا رسول الله، ما هذا الغنى الذي لا تبتغى المسألة معه؟ فقال: «قوت يوم وليلة».

أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (٢/ ٥٣٥) [واللفظ له]. والآجري في الشريعة (٥/ ٢٤٥٤/ ١٩٣٩). [انظر: الإشارة في معرفة الأصول لأبي الوليد الباجي (١١٣)، التلخيص الحبير (٣/ ٢٦٩ - ط قرطبة)].

قلت: شيخ ابن شبة هو: أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل بن سيار الحراني الكزبراني، قال ابن أبي حاتم: «أدركته، ولم أسمع منه»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الخطيب: «وما علمت من حاله إلا خيرا»، وروى عنه جماعة من الأئمة والمصنفين، منهم ابن صاعد، وأبو عوانة، وأبو عروبة الحراني، ولم أر من تكلم فيه بجرح؛ فهو صدوق. [انظر: مستخرج أبي عوانة (٢٦٢١ و ٢٨١٤ و ٣٥١٠ و ٣٥٦٠ و ٤٤٣٨ و ٤٥٤٣ و ٤٧٢٥ و ٤٩٧٦ و ١٠٠٨١ و ١٠١٥٠)، الجرح والتعديل (٢/ ٦٠)، الثقات (٨/٤٩)، الكامل لابن عدي (١/ ٢٧٥) و (٢/ ٢٨٢) و (٣/٢٨)، الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم (١/ ٧٥٩/ ٣٩٠)، فتح الباب (٨٨٩)، تاريخ بغداد (٥/ ٤٠١ - ط الغرب)، الأنساب (١١/ ٩٦)، العلل المتناهية (٢٦٧)، الموضوعات (١/ ١٥٦)، تاريخ الإسلام (٦/ ٢٧٤ - ط الغرب)، توضيح المشتبه (٧/ ٣١٧)، الثقات لابن قطلوبغا (١/ ٣٩٤)].

وقد تحرف في المطبوع من تاريخ ابن شبة إلى: أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، وهو: أبو الفوارس أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن عقال الحراني، شيخ للطبراني، وهو: ضعيف، قال فيه ابن عدي: «هو ممن يكتب حديثه»، وأنكر عليه حديثا واحدا، لكن قال فيه بلديه الحافظ أبو عروبة الحراني: «لم يكن بمؤتمن على نفسه ولا دينه»، وبلدي الرجل أعلم به من الغرباء، وقال الهيثمي: «ضعيف» [الكامل (١/ ٢٠٣) (١/ ٤٦٦ - ط الرشد)، اللسان (١/ ٥٢٣)، مجمع الزوائد (٥/٤٨) و (٩/ ٢٧٢)].

فإذا كان بين وفاتي ابن شبة والطبراني قرابة مائة سنة، فلا شك في وقوع التحريف، وإنما هو الكزبراني، وقد وقع اسمه عند الآجري على الصواب، والله أعلم.

لكن قد اشتملت رواية الكزبراني على زيادة شاذة، ليست في رواية الحافظ المتقن أبي جعفر النفيلي، وهي قوله: فأخذ النبي صحيفته فنظر، فقال: «قد كتبت إليك بما أمر لك فيها».

ثم زاد: قال محمد بن المهاجر: عن يونس بن ميسرة [ابن حلبس: ثقة، من الثالثة]: فيرى أن النبي كتب بعدما أنزل إليه.

قلت: وقد احتج بها بعضهم على كون النبي قرأ الكتاب بنفسه، والقراءة فرع عن

<<  <  ج: ص:  >  >>