ما رواه زكريا بن داود [زكريا بن داود بن بكر بن عبد الله النيسابوري أبو يحيى الخفاف: قال ابن أبي حاتم: «صدوق ثقة»، وقال الخطيب:«كان ثقة». الجرح والتعديل (٣/ ٦٠٢)، تلخيص تاريخ نيسابور (٨٧٧)، تاريخ بغداد (٩/ ٤٧٨ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٦/ ٧٥١ - ط الغرب)، الثقات لابن قطلوبغا (٤/ ٣١٩)]، قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي [ثقة حافظ]، قال: حدثنا محمد بن عبيد [الطنافسي الكوفي: ثقة يحفظ]، قال: حدثنا هارون بن عنترة [كوفي، لا بأس به]، عن أبيه [عنترة بن عبد الرحمن الكوفي: ثقة، من الثانية]، عن ابن عباس قال:«من تغنى أغناه الله، ومن سأل الناس إلحافاً، فإنما يستكثر من النار». موقوف.
أخرجه ابن المنذر في التفسير (١/٤٥/١٦).
وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد لا بأس به، وهو غريب.
* * *
١٦٢٩ - قال أبو داود حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي: حدثنا مسكين: حدثنا محمد بن المهاجر، عن ربيعة بن يزيد عن أبي كبشة السلولي: حدثنا سهل ابن الحنظلية، قال: قدم على رسول الله ﷺ عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، فسألاه، فأمر لهما بما سألا، وأمر معاوية فكتب لهما بما سألا، فأما الأقرع فأخذ كتابه، فلفّه في عمامته وانطلق، وأما عيينة فأخذ كتابه، وأتى النبي ﷺ مكانه، فقال: يا محمد أتراني حاملاً إلى قومي كتاباً لا أدري ما فيه، كصحيفة المتلمس؟ فأخبر معاوية بقوله رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ:«من سأل وعنده ما يُغنيه، فإنما يستكثر من النار» - وقال النفيلي في موضع آخر:«من جمر جَهَنَّم» .. فقالوا: يا رسول الله، وما يُغنيه؟ - وقال النفيلي في موضع آخر: وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة؟ - قال:«قدر ما يغدّيه ويعشيه» - وقال النفيلي في موضع آخر:«أن يكون له شبع يوم وليلة»، أو «ليلة ويوم» -.
وكان حدثنا به مختصراً على هذه الألفاظ التي ذكرت.
* حديث صحيح من حديث ابن جابر عن ربيعة بن يزيد، وقد وهم مسكين بن بكير، فقلبه، وجعل الأقرع هو أحلم الرجلين، ونسب لعيينة ضرب المثل بصحيفة المتلمس
• أخرجه من طريق أبي داود: الخطابي في غريب الحديث (١/ ٢٢٨) [وانظر فيه: قصة صحيفة المتلمس، وضرب المثل بها، وقد ذكرها في المعالم (٢/ ٥٨) باختصار. وانظر أيضاً: أمثال العرب للمفضل الضبي (١٢٢)، الشعر والشعراء لابن قتيبة (١/ ١٧٩)،