رواه يحيى بن آدم [ثقة حافظ]، وعبد الجبار بن العلاء [ثقة، من أصحاب ابن عيينة المكثرين عنه]، وإبراهيم بن بشار الرمادي [ثقة حافظ، من أصحاب ابن عيينة الذين لازموه وسمعوا حديثه مراراً، وممن سمع منه قديماً، ويغرب عليه أحياناً]:
عن سفيان بن عيينة [ثقة حافظ]، عن داود بن شابور، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله ﷺ: «من سأل وله أربعون درهماً [أو قيمتها] فهو مُلحف».
زاد عبد الجبار في آخره [عند ابن خزيمة]، والرمادي [عند الطبراني]: «وهو مثل سُفَ المِلَّةِ»؛ يعني: الرمل. لكن تحرفت «الملة» عند الطبراني إلى: الماء [قلت: والملة؛ هي: الرماد الحار. النهاية (٤/ ٣٦١)]، وأخاف أن يكون حذفها النسائي عمداً من رواية يحيى بن آدم.
أخرجه النسائي في المجتبى (٥/ ٩٨/ ٢٥٩٤)، وفي الكبرى (٣/ ٧٨/ ٢٣٨٦)، وابن خزيمة (٤/ ١٠١/ ٢٤٤٨)(٣/ ٢٠٣/ ٢٥٠٥ - ط التأصيل)(٤/ ١٦٩/ ٢٤٤٨ - ط الميمان)، والطبراني في الأوسط (٣/٣٨/٢٤٠٢)، والبيهقي (٧/٢٤)، وابن عبد البر في التمهيد (٤/ ١٠٠)، وعزاه ابن كثير في تفسيره (١/ ٧٠٧) لابن مردويه من طريق عبد الجبار به، مثل رواية ابن خزيمة. [التحفة (٦/٤٥/٨٦٩٩)، الإتحاف (٩/ ٤٨٤/ ١١٧٢٧)، المسند المصنف (١٧/ ١٠٥/ ٧٩٨٦)].
قلت: داود بن شابور المكي: قال ابن معين وأبو زرعة وأبو داود والنسائي: «ثقة»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في المشاهير:«داود بن شابور أبو سليمان؛ وهو: داود بن عبد الرحمن بن شابور، نسب إلى جده: كان من المتقنين، وأهل الفضل في الدين»، وصحح له الحاكم في المستدرك، وزاد مغلطاي في الإكمال:«ذكر البيهقي في كتاب المعرفة: أن الشافعي - رحمه الله تعالى - قال: هو من الثقات، وذكره ابن خلفون وابن شاهين في جملة الثقات، وخرج الحاكم حديثه في صحيحه، … ، وقال الحربي: مكي ثقة»، قلت: ولم يكن بالمكثر، وأحاديثه مستقيمة، وأكثر مروياته من طريق ابن عيينة عنه؛ كأنه راويته. [انظر: التاريخ الكبير (٣/ ٢٣٣)، الجرح والتعديل (٣/ ٤١٥)، علل ابن أبي حاتم (٢٢٢١)، الثقات (٦/ ٢٧٩)، المشاهير (١١٥٧)، تاريخ أسماء الثقات (٣٤٤)، علل الدارقطني (٨/ ٢٣٠/ ١٥٣٨)، المستدرك (٣/ ٥٢٧)(٨/٣٦/٦٣٧٢ - ط الميمان)، الإكمال لابن ماكولا (٤/ ٢٤٩)، الأنساب (٨/٤)، تاريخ الإسلام (٣/ ٤٠٥ - ط الغرب)، إكمال مغلطاي (٤/ ٢٥٢)، التهذيب (١/ ٥٦٤)].
فهو حديث حسن غريب لتفرد داود بن شابور به عن عمرو بن شعيب، ولم يكن بالمكثر عنه، وقد احتج به النسائي، وصححه ابن خزيمة، والله أعلم.