ابن الجوزي)، والبيهقي (٧/٢٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٠/ ٣٨٧). [الإتحاف (٥/٢٨٧/٥٤٢٠)، المسند المصنف (٢٨/ ٢٤٧/ ١٢٦٨٣)].
قال العقيلي في الضعفاء (٣/ ٣١٥): «حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا صالح، قال: حدثنا عليّ، قال: قلت لسفيان: كنت جالستَ عمارة بن غزية؟ قال: نعم، جالسته كم من مرة، فلم أحفظ عنه شيئاً، ثم قال لي سفيان: أيش روى؟ قلت: ابن أبي سعيد الخدري عن أبيه، قال: «من سأل وله أوقية»، قال سفيان هذا، وحدثناه عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار».
قال ابن القطان في بيان الوهم (٥/ ٥٧٠/ ٢٧٩٣): «وهذا لا يضره أصلاً، فاعلم ذلك».
وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ١٨٧): «عمارة بن غزية: وثقه أحمد بن حنبل وأبو زرعة، وقال فيه أبو حاتم ويحيى بن معين: صدوق صالح، وقد ضعفه بعض المتأخرين».
فتعقبه ابن القطان في بيان الوهم (٥/ ٥٦٩/ ٢٧٩٣) بقوله: «وهو تعسف على عمارة بن غزية؛ فإنه ثقة عندهم، مخرج حديثه في الصحيح، وممن وثقه أيضاً: الكوفي، وقال النسائي: ليس به بأس، ولا أعلم أحداً ضعفه إلا ابن حزم، قال فيه في كتاب الإيصال: ضعيف [وقال ابن حزم في المحلى (٤/ ٢٧٨) معلاً هذا الحديث بقوله: «عن عمارة بن غزية، وهو ضعيف»].
قلت: عمارة بن غزية: مدني من رجال مسلم، وعلق له البخاري، قال عنه أحمد وأبو زرعة وابن سعد والعجلي والدارقطني:«ثقة»، وقال أحمد مرة:«ما أعلم إلا خيراً»، وقال ابن معين:«ليس به بأس»، وفي رواية:«صالح»، وقال أبو حاتم:«ما بحديثه بأس، كان صدوقاً»، وقال النسائي: ليس به بأس»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في المشاهير:«من حفاظ أهل المدينة، كان يخطئ»، وأورده العقيلي في الضعفاء فلم يحسن، وشذ ابن حزم فقال: ضعيف، وله أوهام [تاريخ ابن معين للدارمي (٥٨٥)، من كلام أبي زكريا في الرجال (٣٨٨)، العلل ومعرفة الرجال (٣١٠٦ و ٤٤٥٩ و ٤٥٦٧)، ضعفاء العقيلي (٣/ ٣١٥)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٦٨)، الثقات (٧/ ٢٦٠)، المشاهير (١٠٦٤)، سؤالات البرقاني (٣٧٤)، علل الدارقطني (١/١٨٧/١٣) و (٨/ ١٩٦/ ١٥٠٧)، بيان الوهم (٥/ ٢٧٩٣/ ٥٦٩)، الميزان (٣/ ١٧٨)، تاريخ الإسلام (٨/ ٥٠٢)، التهذيب (٣/ ٢١٢)].
وعبد الرحمن بن أبي الرجال: مدني ليس به بأس، وثقه أحمد وابن معين والمفضل الغلابي والدارقطني، يخطئ في حديث عمرة، فيجعله كله عن عائشة [التهذيب (٢/ ٥٠٣)]، وحديثنا هذا لم يسلك فيه الجادة، بل أتى فيه بإسناد مدني يحتاج إلى حافظ يضبطه، كما اشتمل على قصة تدل على حفظه وضبطه، لذا يغلب على ظني أنه قد ضبط هذا الإسناد والمتن، والله أعلم.