استكفى كفاه الله ﷿، ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف»، فقلت: ناقتي الياقوتة، خير من أوقية فرجعت، ولم أسأله.
قلت: وطرفه الأول في الاستعفاف، سيأتي تخريجه بطرقه قريبا إن شاء الله تعالى برقم (١٦٤٤).
* وأخرجه من طريق هشام بن عمار:
ابن عدي في الكامل (٥/ ٤٦٦)(٧/ ١٤٥/ ١٠٩٠٦ - ط الرشد).
ولفظه عند ابن عدي: قال رسول الله ﷺ: «من سأل وله قيمة أوقية، فقد ألحف في المسألة»، قال أبو سعيد: ناقتي الياقوتة خير من أربعين درهما. وكانت الأواقي على عهد النبي ﷺ أربعين درهما.
قال ابن عدي:«وابن أبي الرجال هذا: قد وثقه الناس، ولولا أن في مقدار ما ذكرت من الأخبار بعض النكرة لما ذكرت».
ثم قال:«وحديث عمارة بن غزية: يرويه ابن أبي الرجال، ولابن أبي الرجال غير ما ذكرت من الحديث، عن أبيه عن عمرة عن عائشة، وعن غير أبيه، وأرجو أنه لا بأس به».
• ورواه عبد الله بن يوسف، وأبو سعيد مولى بني هاشم، والحكم بن موسى، وأبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي [وهم ثقات]:
ثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن عمارة بن غزية، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من سأل وله [قيمة] أوقية فهو ملحف [وفي رواية: فقد ألحف]».
قال: قلت: الياقوتة ناقتي خير من أوقية، قال: والأوقية أربعون درهما.
ولفظ الحكم بن موسى [عند أبي القاسم البغوي]، وأبي الجماهر [عند البيهقي]: قال أبو سعيد: استشهد أبي يوم أحد وتركنا بغير مال، فأصابتنا حاجة شديدة، قال: فقالت لي أمي: أي بني، إيت النبي ﷺ فسله لنا شيئا، فجئته فسلمت وجلست، وهو في أصحابه جالس، فقال واستقبلني:«إنه من استغنى أغناه الله، ومن استعف أعفه الله، ومن استكف أكفه الله»، قال: قلت: ما يريد غيري، فانصرفت ولم أكلمه في شيء، فقالت لي أمي: ما فعلت؟ فأخبرتها الخبر، قال: فصبرنا الله، ورزقنا شيئا، فبلغنا حتى ألحت علينا حاجة هي أشد منها، فقالت لي أمي: إيت النبي ﷺ فسله لنا شيئا، قال: فجئته وهو في أصحابه جالس، فسلمت وجلست، فاستقبلني وعاد بالقول الأول، وزاد فيه:«ومن سأل وله قيمة أوقية فهو ملحف»، قال: قلت: الياقوتة ناقتي خير من أوقية، فرجعت ولم أسأله.
أخرجه ابن خزيمة (٤/ ١٠٠/ ٢٤٤٧)، وابن حبان (٨/ ١٨٤/ ٣٣٩٠)، وأحمد (٣/٧/١١٠٤٤) و (٣/٩/١١٠٦١)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٢/ ٥٤٢/ ١٢٩٤)، والطحاوي (٢/ ٢٠٢)، وابن أبي حاتم في التفسير (٢/ ٥٤٢/ ٢٨٧٧) (٢/ ٦٨١/ ٣١٤٧ - ط