كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - ٢٢ - باب في الزكاة هل تحمل من بلد إلى بلد؟ - ج: 20 - ص: 475

بالقرابة ليمتنع بعضها على بعض لمن أرادها، فلما أمر النبي ﷺ أن تؤخذ الصدقة من أغنيائهم وترد على فقرائهم؛ كان بيناً في أمره أنها ترد على الفقراء الجيران للمأخوذة منه الصدقة»، ثم أطال النفس في بيان هذا المعنى، وأعاده في موضع ثالث (٣/ ٢٢٥).

وقال عبد الله بن أحمد في مسائله لأبيه (٥٥٦): «سمعت أبي سئل عن زكاة بلد؛ هل يخرج عن رستاق إلى رستاق، إلى من له حرمة وقرابة أو استحقاق في نفسه؟ فقال: لا تخرج الزكاة من بلد إلى بلد، تقسم الزكاة إلى البلد الذي هو فيه.

قلت لأبي: فإن كان له قرابة فقراء؟ قال: كان معاذ بن جبل يقول: لا تخرج من مخلاف إلى مخلاف، يقول: طسوج إلى طسوج».

وقال سحنون في المدونة (١/ ٣٣٦) نقلاً عن ابن القاسم: «قال: فقلت له [يعني: لمالك]: فلو أن رجلاً من أهل مصر حلت زكاته عليه، وماله بمصر وهو بالمدينة، أترى أن يقسم زكاته بالمدينة؟ فقال: نعم».

٦ - أثر ابن مسعود:

رواه هشام بن عبيد الله: ثنا سوار بن مصعب، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لا تخرج الزكاة من بلد إلى بلد، إلا لذي قرابة.

أخرجه الدارقطني (٣/ ٥٧/ ٢٠٦٢)، ومن طريقه البيهقي في السنن (٧/١٠). [الإتحاف (١٠/ ٣٦٨/ ١٢٩٤٤)].

قال الدارقطني: «سوار: متروك» [الإتحاف (١٠/ ٣٦٨/ ١٢٩٤٤)].

وقال البيهقي: «موقوف، وفي إسناده ضعف».

قلت: وهذا باطل؛ تفرد به عن حماد بن أبي سليمان سوار بن مصعب، وهو: متروك، منكر الحديث [اللسان (٤/ ٢١٦)].

وهشام بن عبيد الله بن بلال الرازى السُّنِّي: مختلف فيه، قال أبو بكر الأعين: «سألت أحمد بن حنبل: أكتب عن هشام بن عبيد الله؟ قال: لا، ولا كرامة»، وقال العجلي: «رازي، ضعيف»، وقال أبو حاتم: «صدوق»، وقال ابنه: «ثقة، يحتج بحديثه»، وقال ابن حبان: «وكان يهم في الروايات، ويخطئ إذا روى عن الأثبات، فلما كثر مخالفته الأثبات بطل الاحتجاج به»، وقال أبو إسحاق الشيرازي: «هو لين في الرواية» [معرفة الثقات (١٩٠٥)، سؤالات البرذعي (٢/ ٧٥٧)، أخبار القضاة (١/٨)، الجرح والتعديل (٩/ ٦٧)، علل الحديث (١٦١٤)، تارخ جرجان (١٦٠)، المجروحين (٣/ ٩٠)، تعليقات الدارقطني على المجروحين (٣٨٢)، علل الدارقطني (١٣/ ٣٥٧/ ٣٢٤٣)، الإرشاد (٢/ ٦٥٣)، الموضح (٢/ ٥٣٢)، الأنساب (٣/ ٣٢٦)، طبقات الفقهاء (١٣٨)، السير (١٠/ ٤٤٦)، تاريخ الإسلام (١٦/ ٤٣٩)، اللسان (٨/ ٣٣٥)، التهذيب (٤/ ٢٧٤)].