قال الطبراني:«لم يرو هذا الحديث عن سليمان الأحول إلا إسماعيل المكي، ولا عن إسماعيل إلا شريك، تفرد به: إسحاق الأزرق».
وقال الدارقطني:«سليمان: لم يسمع من أبي رافع» [تخريج الأحاديث الضعاف (٥١٤)، الإتحاف (١٤/ ٢٤٩/ ١٧٧١٥)].
قلت: سليمان بن أبي مسلم المكي الأحول: متفق على توثيقه، حتى قال فيه أحمد:«هو ثقة ثقة» [التهذيب (٢/ ١٠٧)]، وعامة روايته عن التابعين، ولا تُعرف له رواية عن أبي رافع، ويدخل بينه وبين ابن عباس: طاووس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وجزم الدارقطني بأنه لم يسمع من أبي رافع.
وإسماعيل بن مسلم المكي: ضعيف، قال أحمد:«منكر الحديث»، وعنده عجائب، يروي عن الثقات المناكير، وقد تركه ابن مهدي والقطان والنسائي وغيرهم. العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٥٢/ ٢٥٥٦)، ضعفاء العقيلي (١/ ٩٢)، الكامل (١/ ٢٨٣)، [التهذيب (١/ ١٦٧)].
قلت: وهذا حديث منكر، تفرد به إسماعيل بن مسلم المكي، ولا يحتمل تفرد مثله، ولم يروه عنه سوى شريك بن عبد الله النخعي الكوفي، على سوء حفظه، والله أعلم.
• قال ابن حجر في الفتح (٣/ ٣٣٤): «وليس ثبوت هذه القصة في تعجيل صدقة العباس ببعيد في النظر، بمجموع هذه الطرق، والله أعلم».
قلت: الذي ثبت في الباب، أو ما يصلح في الشواهد والمتابعات:
أ - حديث أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة ﵁، قال: بعث رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب [ساعياً] على الصدقة، فقيل: منع ابن جميل، وخالد بن الوليد، والعباس عم رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ:«ما ينقم ابن جميل إلا أن كان فقيراً، فأغناه الله، وأما خالد بن الوليد: فإنكم تظلمون خالداً، فقد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله، وأما العباس [عم رسول الله ﷺ] فهي علي ومثلها معها»، ثم قال:«يا عمر! أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه؟».
حديث متفق على صحته، وهذا لفظ ورقاء بن عمر، عند مسلم وأبي داود وابن خزيمة وأبي عوانة.
ب - ما رواه هشيم بن بشير، عن منصور بن زاذان، عن الحكم بن عتيبة، عن الحسن بن مسلم المكي، قال: بعث رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب على الصدقات، قال: فأتى على العباس فسأله صدقة ماله، قال: فتجهمه العباس، وكان بينهما كلام، قال: فانطلق عمر إلى رسول الله ﷺ فشكا العباس إليه، قال: فقال له رسول الله ﷺ: «أما علمت يا عمر! إن عم الرجل صنو أبيه؟ إنا كنا تعجلنا صدقة مال العباس العام، عام أول».
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
ج - ما رواه وهب بن جرير: حدثنا أبي: سمعت الأعمش، يحدث عن عمرو بن