للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فيه؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، لك حوائج، وتنوبك أشياء، فخذه فاقض به حاجتك، فإن أنفسنا لك به طيبة، قال: وعلي ساكت، فقال له: ألا تتكلم يا أبا الحسن، فقال: قد أشار عليك القوم، فقال: لتقولن، قال: أمير المؤمنين، أتجعل علمك جهلاً، ويقينك ظناً؟ قال: قد قلت قولاً لتخرجن منه، قال: أجل، أما تذكر حين بعثك رسول الله ساعياً على الصدقة، فأتيت العباس فمنعك الصدقة، فأتيتني فقلت: إن العباس قد منعني الصدقة، فانطلق معي إلى رسول الله ، فانطلقت معك فوجدنا رسول الله مهموماً، فرجعنا ولم نقل له شيئاً، قال: ثم أتيناه بعد ذلك فوجدناه قد طابت نفسه، فقال: «إنه فضل عندي ديناران، فكانا يهماني حتى وجهتهما»، فقلت: إن العباس منع الصدقة، قال: «عم الرجل صنو أبيه»؟

قال: لا جرم، لأشكرن لك في المرتين كلتيهما، قال: إنك تؤخر الشكر وتعجل العقوبة.

أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٣٨٢).

قال أبو نعيم: «رواه جرير بن حازم، عن الأعمش، فذكر نحوه، وقال فيه: لتخرجن مما قلت، أو لأعاتبنك».

قلت: هكذا وقع في المطبوعة من الحلية بإسقاط علي بن أبي طالب من الإسناد، وهي نسخة كثيرة السقط والخلل، ومما يدل على أن علياً لم يسقط ذكره من الإسناد، أن أبا نعيم عقبه بمتابعة جرير بن حازم له عن الأعمش؛ يعني بذكر علي فيه، حيث لم يذكر اختلافاً بين رواية ابن حازم ورواية ابن عبد الحميد سوى لفظة في المتن، والله أعلم.

والحاصل: فإن حديث علي هذا صالح في الشواهد، حيث إن ضعفه محتمل، من جهة الانقطاع في السند، ولذلك حسنه الترمذي، والله أعلم.

وعليه: فإن هذا الحديث مع انقطاعه؛ يقوي مرسل الحسن بن مسلم، والله أعلم.

٢ - حديث أبي رافع:

رواه إسحاق بن يوسف الأزرق [ثقة، من قدماء أصحاب شريك، وممن كتب عنه من كتابه. انظر: مسائل أبي داود (١٩٩٢)، المدرج للخطيب (١/ ٤٥٤)، ما تحت الحديث رقم (٧٦٥)، والحديث رقم (٩٩٦)]، وأبو داود الطيالسي [ثقة حافظ]، ونصر بن مزاحم [متروك، متهم. اللسان (٨/ ٢٦٧)]:

عن شريك [هو: ابن عبد الله النخعي، وهو: صدوق، سيئ الحفظ، ورواية الأزرق عنه قوية]، عن إسماعيل المكي، عن سليمان الأحول، عن أبي رافع، قال: بعث نبي الله عمر بن الخطاب ساعياً على الصدقة، فأتى العباس بن عبد المطلب، فأغلظ له العباس، فأتى عمر النبي فذكر ذلك له، فقال له النبي : «يا عمر، أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟ إن العباس كان أسلفنا صدقته للعام عام أول».

أخرجه الطبراني في الأوسط (٨/٢٨/٧٨٦٢)، والدارقطني (٣/٣٤/٢٠١٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٦/ ٣١٧). [الإتحاف (١٤/ ٢٤٩/ ١٧٧١٥)].

<<  <  ج: ص:  >  >>