فقال عمر: يا رسول الله إن العباس منع الصدقة، فقال:«يا ابن الخطاب! أليس قد علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟»، قال: صدقت.
أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (١/ ٥٠٠).
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
وقد روي أيضاً من حديث علي، وأبي رافع:
١ - حديث علي بن أبي طالب:
• رواه أحمد بن حنبل [ثقة حجة، إمام فقيه][واللفظ له]، وأبو موسى محمد بن المثنى [ثقة ثبت][بلفظ أتم]، وعيسى بن محمد [أبو عمير الرملي، المعروف بابن النحاس: ثقة][بلفظ أتم]، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد [القطان: ثقة، قال ابن حبان:«كان متقناً، كنيته أبو سعيد، عداده في أهل البصرة». الجرح والتعديل (٢/ ٧٤)، الثقات (٨/٣٨)، تاريخ بغداد (٦/ ٣٠٨ - ط الغرب)، التهذيب (١/٤٦)] [بلفظ أتم]، وأحمد بن إبراهيم الدورقي [ثقة حافظ][بلفظ مختصر]، وأبو بكر الأعين [محمد بن أبي عتاب: صدوق]، وأبو هشام الرفاعي [محمد بن يزيد بن محمد بن كثير العجلي: ليس بالقوي]، ومحمد بن يونس الكديمي [كذاب، يضع الحديث]:
عن وهب بن جرير [ثقة]: حدثنا أبي [جرير بن حازم: بصري، ثقة، من السادسة]: سمعت الأعمش، يحدث عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي، قال: قال عمر بن الخطاب للناس: ما ترون في فضْلٍ فَضَلَ عندنا من هذا المال؟ فقال الناس: يا أمير المؤمنين، قد شغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك، فهو لك، فقال لي: ما تقول أنت؟ فقلت: قد أشاروا عليك، فقال: قل، فقلت: لم تجعل يقينك ظناً؟ [زاد عيسى: وحلمك جهلاً؟، وقال أبو موسى وأحمد بن محمد: وعلمك جهلاً؟]، فقال: لتخرجن مما قلت [زاد أبو موسى وعيسى: أو لأعاقبنك]، فقلت: أجل، والله لأخرجن منه، أتذكر حين بعثك نبي الله ﷺ ساعياً، فأتيت العباس بن عبد المطلب، فمنعك صدقته، فكان بينكما شيء، فقلت لي: انطلق معي إلى النبي ﷺ، فوجدناه خاثراً، فرجعنا، ثم غدونا عليه فوجدناه طيب النفس، فأخبرته بالذي صنع، فقال لك:«أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟». [زاد عيسى بن محمد عند يعقوب:«أما علمت يا عمر أن عم الرجل صنو أبيه»، وقال:«إنا كنا احتجنا، فاستسلفنا العباس صدقة عامين»] [وفي رواية محمد بن المثنى عند البزار: «نحن نعطيه من عندنا، أو هي علي»] [وتابعهما الكديمي على زيادة الاستسلاف مع الشك].
وذكرنا له الذي رأيناه من خثوره في اليوم الأول، والذي رأيناه من طيب نفسه في اليوم الثاني، فقال:«إنكما أتيتماني في اليوم الأول وقد بقي عندي من الصدقة ديناران [وفي رواية أبي موسى: دينار، وفي رواية له أخرى: وعندي دنانير قد قسمتها وبقيت منها سبعة]، فكان الذي رأيتما من خثوري له، وأتيتماني اليوم وقد وجهتهما، فذاك الذي رأيتما من طيب نفسي»؟