قلت: لم أقف على رواية الثوري، إنما يرويه هشيم بن بشير، عن منصور بن زاذان، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم، مرسلاً.
وأغلب الظن عندي: أنه لا يُحفظ من حديث الثوري، ولا من حديث منصور بن المعتمر؛ إنما هو حديث منصور بن زاذان، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم مرسلاً.
وقد روي من وجوه أخرى عن الحكم مرسلاً، وتقدم.
• وقال البيهقي في السنن: «هذا حديث مختلف فيه على الحكم بن عتيبة:
فرواه إسماعيل بن زكريا، عن حجاج، عن الحكم هكذا.
وخالفه: إسرائيل عن حجاج، فقال: عن الحكم، عن حجر العدوي، عن علي.
وخالفه في لفظه، فقال: قال رسول الله ﷺ لعمر: «إنا قد أخذنا من العباس زكاة العام عام الأول».
ورواه محمد بن عبيد الله - هو: العرزمي -، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، في قصة عمر والعباس ﵄.
ورواه الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن موسى بن طلحة، عن طلحة.
ورواه هشيم، عن منصور بن زاذان، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم، عن النبي ﷺ مرسلاً؛ أنه قال لعمر ﵁ في هذه القصة: «إنا كنا قد تعجلنا صدقة مال العباس لعامنا هذا رضي عام أول».
وهذا هو الأصح من هذه الروايات.
وروي عن علي ﵁ من وجه آخر مرفوعاً».
وقال في المعرفة (٦/٨٢/٨٠٧٥): «والصحيح: رواية هشيم، عن منصور بن زاذان، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم، عن النبي ﷺ مرسلا … ».
• وتقدمت أقوال أخرى، ومنها:
قال أبو داود بعد حديث حجية عن علي: «روى هذا الحديثَ هشيم، عن منصور بن زاذان، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم، عن النبي ﷺ. وحديث هشيم أصح».
وقال أبو حاتم وأبو زرعة عن حديث ابن مسعود: «هو خطأ؛ إنما هو: منصور، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم بن يناق؛ أن النبي ﷺ بعث عمر … مرسل؛ وهو الصحيح» [العلل (٢/ ٥٩٦/ ٦٢٣)].
وقال البزار: «وهذا الحديث إنما يرويه الحفاظ: عن منصور عن الحكم بن عتيبة مرسلاً».
وقد روي مرسلاً من وجه آخر، لكن بدون ذكر موضع الشاهد:
رواه عبد العزيز بن سياه [ثقة، روى له الشيخان من السابعة]، عن حبيب بن أبي ثابت [تابعي، ثقة فقيه، من الثالثة]؛ أن النبي ﷺ بعث عمر على الصدقة، فمنعه العباس،
