قال الدارقطني: «كذا قال: عن عبيد الله بن عمر، وإنما أراد: محمد بن عبيد الله، والله أعلم».
قلت: وهو كما قال، وهذا من مناكير مندل بن علي العنزي، ولا يُعرف هذا من حديث عبيد الله بن عمر العمري، فإنه لا ناقة له فيه ولا جمل.
وعليه: فهو حديث باطل من حديث الحكم عن مقسم عن ابن عباس.
ومحمد بن عبيد الله العرزمي: متروك، منكر الحديث.
وقد صرح جمع من النقاد أن المحفوظ في هذا الحديث: ما رواه منصور بن زاذان، عن الحكم بن عتيبة، عن الحسن بن مسلم بن يناق المكي، قال: بعث رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب على الصدقات، … فذكر الحديث مرسلاً.
وفي نهاية ذكر الاختلاف على الحكم بن عتيبة في إسناد هذا الحديث، أعيد ذكر كلام الدارقطني والبيهقي ممن استوعب الخلاف فيه:
• فقد سئل الدارقطني عن حديث حجية بن عدي، عن علي، أن النبي ﷺ تعجل صدقة العباس، فقال: «هو حديث يرويه الحكم بن عتيبة، واختلف عنه؛
فرواه الحجاج بن دينار.
واختلف عن حجاج، فقال إسماعيل بن زكريا عنه عن الحكم، عن حجية بن عدي، عن علي.
وقال إسرائيل: عن الحجاج بن دينار، عن الحكم، عن حجر العدوي، عن علي.
وقال محمد بن عبيد الله العرزمي، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس.
وكلها وهم.
والصواب ما رواه منصور، عن الحكم عن الحسن بن يناق مرسلاً، عن النبي ﷺ.
وقال الحسن بن عمارة: عن الحكم، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، أن النبي ﷺ تعجل صدقة العباس» [علل الدارقطني (٣/ ١٨٧/ ٣٥١)].
• وسئل الدارقطني عن حديث موسى بن طلحة، عن أبيه؛ أن النبي ﷺ تعجل في صدقة العباس سنتين، فقال: «يرويه الحسن بن عمارة، عن الحكم، وحبيب بن أبي ثابت، وحكيم بن جبير، عن موسى بن طلحة، عن أبيه.
واختلف فيه على الحكم، فرواه الحجاج بن دينار، عن الحكم، عن حجية بن عدي، عن علي. قاله إسماعيل بن زكريا عنه.
وخالفه إسرائيل؛ فرواه عن الحجاج بن دينار، عن الحكم، عن حجر العدوي، عن علي.
ورواه العرزمي، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس.
ورواه الثوري، عن منصور، عن الحكم عن الحسن بن يناق، مرسلاً.
وهو أشبهها بالصواب» [علل الدارقطني (٤/ ٢٠٧/ ٥١٣)].