ماله، قال: فتجهمه العباس، وكان بينهما كلام، قال: فانطلق عمر إلى رسول الله ﷺ،
فشكا العباس إليه، قال: فقال له رسول الله ﷺ: «أما علمت يا عمر! إن عم الرجل صنو
أبيه؟ إنا كنا تعجلنا صدقة مال العباس العام، عام أول».
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (١٨٨٥ م)، وابن زنجويه في الأموال (٢٢٠٨)، وعبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (٢/ ٩١٩/ ١٧٥٩)، وعنه: أبو بكر الشافعي في فوائده الغيلانيات (٢٧٣).
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
قال أبو داود: «روى هذا الحديثَ هشيم، عن منصور بن زاذان، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم، عن النبي ﷺ وحديث هشيم أصح».
وقال ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٥٩٦/ ٦٢٣): «وسألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه أبو عون الزيادي، عن محمد بن ذكوان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله؛ أن النبي ﷺ استعمل عمر على الصدقات، فأتى العباس فمنعه، فشكا عمر إلى النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ: عم الرجل صنو أبيه، وإنا تعجلنا من عباس صدقة ماله»؟
فقالا: هو خطأ؛ إنما هو منصور، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم بن يناق؛ أن النبي ﷺ بعث عمر … مرسل؛ وهو الصحيح.
وسئل الدراقطني في العلل عن حديث علقمة، عن عبد الله؛ أن النبي ﷺ بعث عمر ساعياً فأتى العباس، فغلظ له، فقال له: «أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟».
فقال: «يرويه محمد بن ذكوان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة. وهو وهم.
والصحيح عن منصور، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم بن يناق، مرسلاً» [علل الدارقطني (٥/ ١٥٦/ ٧٨٨)].
وقال الدارقطني في السنن (٣/٣٢/٢٠١١): «اختلفوا عن الحكم في إسناده، والصحيح: عن الحسن بن مسلم مرسل».
وسئل الدارقطني في العلل عن حديث حجية بن عدي، عن علي، أن النبي ﷺ تعجل صدقة العباس، فقال: «هو حديث يرويه الحكم بن عتيبة، واختلف عنه؛
فرواه الحجاج بن دينار.
واختلف عن حجاج، فقال إسماعيل بن زكريا عنه عن الحكم، عن حجية بن عدي، عن علي.
وقال إسرائيل: عن الحجاج بن دينار، عن الحكم، عن حجر العدوي، عن علي.
وقال محمد بن عبيد الله العرزمي، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس.
وكلها وهم.
والصواب: ما رواه منصور، عن الحكم، عن الحسن بن يناق مرسلاً، عن النبي ﷺ» [علل الدارقطني (٣/ ١٨٧/ ٣٥١)].