للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هو راويه، يخالفه»، ثم احتج برواية أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس موقوفاً: صدقة الفطر صاع من طعام.

وقال ابن حزم في المحلى (٤/ ٢٤٤): «ولا يصح للحسن سماع من ابن عباس».

وقال البيهقي في الخلافيات بعد أن رواه من طريق أبي داود به: «هكذا رواه يزيد بن هارون وغيره عن الحسن، وهو مرسل؛ الحسن لم يسمع من ابن عباس».

وقال البيهقي في السنن: «حديث الحسن عن ابن عباس: مرسل، وقد روينا عن أبي رجاء العطاردي سماعاً من ابن عباس في هذه الخطبة: في صدقة الفطر صاع من طعام». وقال ابن عبد البر في التمهيد (٤/ ١٣٥): «ولم يسمع الحسن ولا ابن سيرين هذا الحديث من ابن عباس، وقد سمعه منه أبو رجاء».

وقال ابن رجب في الفتح (٩/ ٦٦): «والحسن لم يسمع من ابن عباس، ولم يكن بالبصرة يوم خطب ابن عباس».

قلت: هكذا اتفق أئمة النقاد على عدم سماع الحسن من ابن عباس: بهز بن أسد، وعلي بن المديني، وأحمد، وابن معين، والبخاري، وأبو حاتم، وأبو داود، والنسائي، والبزار، وابن نصر المروزي، والبرديجي، والحاكم، والقاضي عبد الوهاب المالكي، وابن حزم، والبيهقي، وابن عبد البر، وغيرهم.

وحديثه هذا لا يثبت.

قال ابن أبي زيد القيرواني في النوادر والزيادات (٢/ ٣٠١): «ومنه [يعني: المجموعة لابن عبدوس]، ومن كتاب ابن المواز: قال ابن القاسم: قال مالك: وتؤدى من القمح والشعير والسلت والذرة والدخن والأرز والزبيب والتمر والأقط صاع من قوت البلد الذي هو به، من ذلك كله. وأنكر مالك ما روي من الحديث في نصف صاع، ولم يصح عنده».

وانظر أيضاً: بغية النقاد النقلة (١/ ٣٩٨)، مختصر سنن أبي داود للمنذري (١/ ٤٧٣/ ١٦٢٢)، تنقيح التحقيق (٣/ ١٢٤/ ١٦٢٦)، نصب الراية (٢/ ٤١٩)، إكمال مغلطاي (٤/ ٨٣)، تحفة التحصيل (٦٩).

• ولابن حزم في الإحكام (٢/ ١٣١) نقد جيد لحديث الحسن هذا، حيث قال: «وهذا الحديث قبل كل شيء: لا يصح؛ لوجوه ظاهرة:

أولها: أن الكذب والتوليد والوضع فيه ظاهر كالشمس؛ لأنه لا خلاف بين أحد من أهل العلم بالأخبار، أن يوم الجمل كان لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، ثم أقام علي بالبصرة باقي جمادى الآخرة، وخرج راجعاً إلى الكوفة في صدر رجب، وترك ابن عباس بالبصرة أميراً عليها، ولم يرجع علي بعدها إلى البصرة، هذا ما لا خلاف فيه من أحد له علم بالأخبار، وفي الخبر المذكور ذكر تعليم ابن عباس أهل البصرة صدقة الفطر، ثم قدم علي بعد ذلك، وهذا هو الكذب البحت الذي لا خفاء فيه.

ووجه ثان: أن الحسن لم يسمع من ابن عباس أيام ولايته البصرة شيئاً، ولا كان

<<  <  ج: ص:  >  >>