قلت: حفص بن ميسرة، أبو عمر العقيلي: لا بأس به، في حديثه بعض الوهم، وهو صنعاني، سكن عسقلان، وقد وثقه أحمد وابن معين ويعقوب بن سفيان، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال أبو حاتم:«صالح الحديث»، وكان يُطعن عليه في سماعه أنه كان عرضاً، كذا قال ابن معين وابن المديني، وقال أبو داود:«يضعف في السماع»، وذلك أنه عرض على زيد بن أسلم، وقال أبو حاتم:«يكتب حديثه، ومحله الصدق، وفي حديثه بعض الأوهام»، وقال ابن حبان في المشاهير:«ربما وهم». [انظر: التاريخ الكبير (٢/ ٣٦٩)، الجرح والتعديل (٣/ ١٨٧)، الثقات (٦/ ٢٠٠)، مشاهير علماء الأمصار (١٤٧٥)، التعديل والتجريح (٢/ ٥٠٧)، سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (١٩٣)، العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٤٧٩/ ٣١٤٢)، تاريخ الدوري (٤/ ٤٤١/ ٥١٩٩)، سؤالات ابن الجنيد (٣٣٦)، علل الحديث لابن أبي حاتم (١/ ٨٣ و ٤٥١ و ٢٢٣/ ٤٥٢ و ١٣٥٦ و ١٣٥٨)، تارخ دمشق (١٤/ ٤٤٠)، الميزان (١/ ٥٦٨)، التهذيب (١/ ٤٦٠)، وغيرها كثير].
قلت: لا يضره ذلك؛ فقد روى ما توبع عليه، وقوله هنا: وقال أبو سعيد: وكان طعامنا: الشعير، والزبيب، والأقط، والتمر؛ لا يخالف رواية الجماعة، حيث قالوا: كنا نخرج زكاة الفطر صاعاً من طعام، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من أقط، أو صاعاً من زبيب.
وأصبحت رواية حفص بن ميسرة هذه مفسرة للفظ الطعام المجمل في بقية الروايات، وأنه أراد به جنس الطعام، ولم يرد به عين القمح، كما ادعى بعضهم، وبهذه الرواية وقع التفسير بعد الإجمال، فعين أنواع الطعام الذي كانوا يخرجونه على عهد رسول الله ﷺ؛ التمر والشعير والزبيب والأقط، وقد اعتمد البخاري رواية حفص بن ميسرة هذه وأخرجها في صحيحه، لكن في باب الصدقة قبل العيد، والله أعلم.
وحفص بن ميسرة لم ينفرد عن زيد بن أسلم بهذا السياق، فقد تابعه عليه: زهير بن محمد التميمي، وهي الرواية الآتية.
د - أبو داود الطيالسي [سليمان بن داود: بصري، ثقة حافظ]، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عياض، عن أبي سعيد، قال: كنا نخرج صدقة الفطر على عهد رسول الله ﷺ صاعاً صاعاً، وإن كان طعامهم يومئذ التمر والزبيب.
أخرجه الطيالسي (٣/ ٦٧٢/ ٢٣٤٠).
قلت: وهذا حديث صحيح، زهير بن محمد التميمي: رواية أهل الشام عنه ضعيفة