قلت: أما حديث الثوري عن عبيد الله فهو حديث محفوظ، تقدم برقم (١٦١٣)، وأما حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، فهو غريب من هذا الوجه، تفرد به قبيصة عن الثوري، وتفرد به عن قبيصة: محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ البغدادي نزيل مكة، روى عنه جماعة من الأئمة الحفاظ، وقال ابن أبي حاتم: «صدوق»، وقال ابن خراش: «هو من أهل الفهم والأمانة»، وذكره ابن حبان في الثقات، وله أوهام [الجرح والتعديل (٧/ ١٩٠)، الثقات (٩/ ١٣٣٩)، تاريخ بغداد (٢/٣٨)، التهذيب (٣/ ٥١٣)]، والله أعلم.
فلا أدري ممن الوهم؟ أمن الصائغ، أم من قبيصة؟ فإنه وإن كان ثقة، لكنه كان كثير الغلط في حديث الثوري، لأنه سمع منه وهو صغير، وكان ابن معين يضعف روايته عن الثوري [التهذيب (٣/ ٤٢٦)، الميزان (٣/ ٣٨٣)، شرح علل الترمذي (٢/ ٨١١)، الإرشاد للخليلي (٢/ ٥٧٢)، السنن الكبرى للنسائي (٣/ ٣٤٣/ ٣٢١٦)].
١٥ - وروى سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية [ثقة ثبت]، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ … بنحو حديث عبيد الله بن عمر عن نافع.
أخرجه البزار (١٢/ ٥٤٧٦/ ٥٥).
قلت: ولا يثبت هذا من حديث إسماعيل بن أمية، تفرد به عنه: سعيد بن مسلمة الأموي، وهو: منكر الحديث [التهذيب (٢/٤٣)، الميزان (٢/ ١٥٨)].
١٦ - أبو معشر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: أمرنا رسول الله ﷺ أن نخرج زكاة الفطر، عن كل صغير وكبير، وحر ومملوك، صاعاً من تمر أو شعير. قال: وكان يؤتى إليهم بالزبيب والأقط فيقبلونه منهم.
وكنا نؤمر أن نخرجه قبل أن نخرج إلى الصلاة، فأمرهم رسول الله ﷺ أن يقسموه بينهم [وفي رواية: ثم يقسمه رسول الله ﷺ بين المساكين إذا انصرف]، ويقول: «أغنوهم عن طواف هذا اليوم».
وفي رواية: أمرنا رسول الله ﷺ أن نخرج زكاة الفطر صاعاً من شعير، أو صاعاً من تمر، فجعل الناس عدل الشعير مدين من حنطة.
أخرجه ابن وهب في الجامع (١٩٨)، ومحمد بن الحسن في الأصل (٢/ ١٧٣)، وابن زنجويه في الأموال (٢٣٦٢) و (٢٣٩٧)، وابن عدي في الكامل (٨/ ٣١٩)، والدارقطني (٣/ ٢١٣٣/ ٨٩)، والحاكم في المعرفة (١٣١)، والبيهقي في السنن (٤/ ١٧٥)، وفي الخلافيات (٤/ ٣٢٣/ ٣٢٣٠) و (٤/ ٤٣٠/ ٣٤٠٦)، والخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (٢/ ٨٦٠).
تنبيه: لفظه عند الحاكم والبيهقي في الخلافيات: أمرنا رسول الله ﷺ أن نخرج صدقة الفطر عن كل صغير وكبير، حر أو عبد؛ صاعاً من تمر، أو صاعاً من زبيب، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من قمح.
وكان يأمرنا أن نخرجها قبل الصلاة، وكان رسول الله ﷺ يقسمها قبل أن ينصرف من المصلى، ويقول: «أغنوهم عن طواف هذا اليوم».