• تنبيه: روي حديث داود بن عطاء من طرق عن عبد الملك بن شعيب بن الليث، عن أبيه، عن جده الليث بن سعد، عن الهقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن داود بن عطاء، عن موسى بن عقبة به، وهذا غريب من حديث الأوزاعي، ثم من حديث هقل، ثم من حديث الليث بن سعد، وقد اختصرت الكلام على علته؛ فإن الليث بن سعد قد اشتهر حديثه هذا عن نافع، وأخرجه الشيخان، كما تقدم في الطريق الأولى، ولكن هنا نزل نزولاً شديداً؛ حيث وقع بينه وبين نافع: أربعة أنفس، وهذا من عجائب الغرائب، والوهم فيه عندي من عبد الملك بن شعيب بن الليث، الذي انفرد به دون الناس، لكن هذا بناء على ما وقفت عليه من مصادر الحديث: معجم الطبراني الأوسط، وكامل ابن عدي، والأسامي والكنى طبع الجامعة الإسلامية، ثم وجدته في طبعة الفاروق بإسقاط الليث بن سعد من الإسناد، من رواية أبي بكر بن أبي داود الحافظ الكبير، والكلام عن هذا الإسناد، وتحقيق القول فيه يحتاج إلى تحرير والمقام هنا لا يقتضي ذلك؛ لسقوط إسناده من جهة داود نفسه؛ فإنه: متروك، منكر الحديث، ذاهب الحديث.
• وقد رواه محمد بن يحيى [الذهلي: ثقة حافظ إمام]: حدثنا الحميدي [عبد الله بن الزبير أبو بكر الحميدي، وهو ثقة حافظ، فقيه إمام، أجل أصحاب ابن عيينة، وأثبتهم فيه، وهو راويته]: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم [مدني صدوق]، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «صدقة الفطر: صاعاً من شعير، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من سلت».
• قلت: حديث موسى بن عقبة في توقيت أداء زكاة الفطر:
رواه موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر ﵄؛ أن النبي ﷺ أمر بزكاة الفطر [أن تؤدَّى] قبل خروج الناس إلى الصلاة [يوم الفطر].
حديث مشهور، متفق على صحته، رواه عن موسى بن عقبة:
زهير بن معاوية، وحفص بن ميسرة، وابن جريج، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، والقاسم بن معن، وإبراهيم بن طهمان، وفضيل بن سليمان النميري، وغيرهم، وقد أخرجه البخاري من طريق حفص بن ميسرة، وأخرجه مسلم من طريق زهير [راجع الحديث السابق برقم (١٦١٠)].
• وأما حديثه في تعيين ما يخرج في زكاة الفطر؛ فرواه عنه:
داود بن عطاء المدني، وهو منكر الحديث والإسناد إليه غريب.
ورواه سفيان الثوري؛ لكن تفرد به عنه مؤمل بن إسماعيل، وقد رواه عن الثوري،