فقد قال ابن حجر في الفتح (٣/ ٣٧١): «ونقل ابن المنذر أن بعضهم احتج بما أخرجه: من حديث ابن إسحاق: حدثني نافع؛ أن ابن عمر … »، فذكره.
ومحمد بن إسحاق المدني أكثر شهرة بالرواية عن بلديه نافع، من أبي إسحاق السبيعي الكوفي، والله أعلم.
لكن هذه الرواية غير متصلة، وقد اشتملت على زيادة منكرة، وهي قوله: ومسلمهم وكافرهم؛ وهي زيادة مخالفة للأحاديث الصحيحة عن ابن عمر المشتملة على قيد إسلام من يخرج عنهم زكاة الفطر؛ كما في حديث مالك وغيره عن نافع عن ابن عمر.
• وقد رويت هذه الزيادة المنكرة من وجه آخر، لكنه واهٍ:
رواه عمر بن عبد العزيز: ثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن نافع، عن ابن عمر؛ أنه كان يخرج صدقة الفطر عن كل حر وعبد، صغير وكبير، ذكر وأنثى، كافر ومسلم، حتى إنه كان ليخرج عن مكاتبيه من غلمانه.
أخرجه الدارقطني (٣/ ٨٥/ ٢١٢٠)، والبيهقي في الخلافيات (٤/ ٤١٦/ ٣٣٨٥)، والجوزقاني في الأباطيل (٢/ ٩٩/ ٤٦٣).
قال الدارقطني: «عثمان هو الوقاصي: متروك».
وقال الجوزقاني: «هذا حديث منكر، وعثمان بن عبد الرحمن هذا هو الوقاصي، قال أبو عبد الرحمن النسائي: هو متروك الحديث. وقال إبراهيم بن عبد الله الجنيد: سألت يحيى بن معين عن الوقاصي؟ فقال: لا يكتب حديثه كان يكذب، من ولد سعد بن أبي وقاص».
قلت: هذا حديث منكر؛ عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي: متروك، كذبه ابن معين، واتهمه ابن حبان وعامة ما يرويه مناكير [التهذيب (٣/ ٦٩)].
خالف هؤلاء جميعاً:
الأبيض بن الأغر: حدَّثني الضحاك بن عثمان، عن نافع، عن ابن عمر، قال: أمر رسول الله ﷺ بصدقة الفطر، عن الصغير والكبير، والحر والعبد، ممن تمونون.
أخرجه الدارقطني (٣/ ٦٧/ ٢٠٧٨)، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني: ثنا القاسم بن عبد الله بن عامر بن زرارة: حدثنا عمير بن عمار الهمداني: ثنا الأبيض به. ومن طريقه: البيهقي في السنن (٤/ ١٦١)، وفي الخلافيات (٤/ ٤١٧/ ٣٣٨٦)، وابن الجوزي في التحقيق (٢/٤٨/٩٦٦). [الإتحاف (٩/ ١٠٦/ ١٠٥٩٥)].
قال الدارقطني في السنن: «رفعه القاسم، وليس بقوي، والصواب موقوف».
وقال في العلل (١٢/ ٣٤٢/ ٢٧٧٠): «ورواه أبيض بن الأغر، عن الضحاك بن عثمان، وزاد فيه ممن تمونون، ورفعه إلى النبي ﷺ.
وخالفه: حفص بن غياث رواه عن الضحاك بن عثمان، وجعل هذا الكلام، من قول ابن عمر».
