• قال مسلم في التمييز (٩٣) بعد أن رواه من طريق مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر، وفيه: … صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، قال: «وساقه، وعبيد الله عن نافع عن ابن عمر، وأيوب عن نافع، والليث عن نافع والضحاك عن نافع، وابن جريج أخبرني أيوب بن موسى عن نافع، ومحمد بن إسحاق عن نافع، وإسماعيل ابن علية ويزيد بن زريع عن أيوب عن نافع والضحاك بن عثمان ومحمد بن إسحاق.
فهؤلاء الأجلة من أصحاب نافع قد أطبقوا على خلاف رواية ابن أبي رواد في حديثه صدقة الفطر، وهم سبعة نفر، لم يذكر أحد منهم في الحديث: السلت ولا الزبيب، ولم يذكروا في الحديث غير أنه جعل مكان تلك الأشياء نصف صاع حنطة، إنما قال أيوب السختياني وأيوب بن موسى والليث في حديثهم: فعدل الناس به بعد نصف صاع من بر، فقد عرف من عقل الحديث وأسباب الروايات، حين يتابع هؤلاء من أصحاب نافع على خلاف ما روى ابن أبي رواد فلم يذكروا جميعاً في الحديث إلا الشعير والتمر.
والسلت والزبيب يحكى عن ابن عمر على غير صحة؛ إذ كان ابن عمر لا يعطي في دهره بعد النبي ﷺ إلا التمر؛ إلا مرة أعوزه التمر فأعطى الشعير».
وقال البيهقي في المعرفة (٦/ ١٩٣/ ٨٤٥٠): «هكذا في الروايات الصحيحة عن نافع؛ لم يبين الذي جعل عدله مدين من حنطة.
ورواه عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر، فخالف الجماعة في لفظ الحديث، وقال فيه: فلما كان عمر وكثرت الحنطة، جعل عمر نصف صاع حنطة مكان صاع من تلك الأشياء.
وابن أبي رواد: كان معروفاً بسوء الحفظ، وكثرة الغلط، والصحيح: أن ذلك كان زمن معاوية، والله أعلم.
وقد أطال مسلم بن الحجاج الكلام في تخطئة رواية ابن أبي رواد لهذا الحديث، ومخالفته رواية الجماعة في لفظ الحديث، وزيادة السلت والزبيب، وتعديل عمر فيه».
وقال ابن عبد البر: «لم يقل أحد من أصحاب نافع عنه في هذا الحديث - فيما علمت: أو سلت أو زبيب؛ إلا عبد العزيز بن أبي رواد وقال فيه: فلما كان عمر وكثرت الحنطة جعل نصف صاع مكان تلك الأشياء، وابن عيينة يقول فيه: فلما كان معاوية، وقول ابن عيينة عندي أولى، والله أعلم، لأنه أحفظ وأثبت من ابن أبي رواد».
ورده ابن حزم في المحلى (٤/ ٢٤٨)، وقال: «فإن راوي هذا الخبر: عبد العزيز بن أبي رواد، وهو ضعيف، منكر الحديث».
قلت: ليس بعد كلام مسلم مزد بان؛ حيث خالف عبد العزيز بن أبي رواد ثقات أصحاب نافع؛ وهم سبعة من الثقات، لا سيما أثبتهم فيه مالك، وعبيد الله، وأيوب، فلم يأت أحد منهم بهاتين الزيادتين: السلت والزبيب، وتعديل عمر.
وعبد العزيز بن أبي رواد المكي: صدوق، له ما لا يتابع عليه، وتكلم ابن حبان في