(١/ ٢٨١)، والبزار (٧/ ١٩٠/ ٢٧٥٩) و (٧/ ١٩٣/ ٢٧٦٣)، والروياني (٥٩٠ و ٥٩١)، والطحاوي (٤/ ٢٠١ و ٢٠٢)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٥٥/ ٩٩)، والبيهقي (٤/ ١٣٦)، وابن عبد البر في التمهيد (٦/ ٨٦)، وأبو الحسن الواحدي في التفسير الوسيط (١/ ٣٨٢). [التحفة (٧/ ٤٣١/ ١٠٩١٤)، الإتحاف (١٢/ ٥٤٢/ ١٦٠٥٢)، المسند المصنف (٢٣/ ٣٥٧/ ١٠٥٢٨)]
رواه عن عبد الحميد بن جعفر: يحيى بن سعيد القطان [ثقة حجة، إمام ناقد][واللفظ له]، وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد [ثقة ثبت]، وأبو بكر الحنفي [عبد الكبير بن عبد المجيد البصري: ثقة]، وعبد الله بن عمران [صدوق].
ولفظ أبي عاصم [عند ابن حبان والحاكم]، وأبي بكر الحنفي [عند أحمد]، وعبد الله بن عمران [عند الطحاوي][ألفاظهم متقاربة]: خرج علينا رسول الله ﷺ وفي يده عصا، وأقناء معلقة في المسجد، [فيها] قنو منها حَشَف، فطعن بذلك العصا في ذلك القنو [وفي رواية أبي بكر الحنفي: فغمز القنو بالعصا التي في يده]، ثم قال:«لو شاء ربُّ هذه الصدقة، فتصدق بأطيب منها، إن صاحب هذه الصدقة ليأكل الحَشَف يوم القيامة».
ثم أقبل علينا فقال:«أما والله! يا أهل المدينة! لتذَرُنَّها [أربعين عاماً] للعوافي [وفي رواية أبي عاصم عند الحاكم]، وعبد الله بن عمران عند الطحاوي: لتَدَعُنَّها مُذَلَّلَةً أربعين عاماً للعوافي، هل تدرون ما العوافي؟»، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال:«الطير والسباع».
قال الحاكم:«هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».
قلت: هو حديث حسن؛ كثير بن مرة الحضرمي الرهاوي أبو شجرة الحمصي: تابعي كبير، ثقة، من الطبقة الثانية، سمع معاذ بن جبل، وأبا الدرداء، ونعيم بن همار، وقال الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب:«أدرك كثير سبعين بدرياً»، وجعله دحيم في طبقة جبير بن نفير وأبي إدريس الخولاني من المخضرمين، وذكره البخاري في التاريخ الأوسط في فصل من مات من السبعين إلى الثمانين، ووهم من عدَّه في الصحابة [التاريخ الكبير (٧/ ٢٠٨)، تاريخ أبي زرعة الدمشقي (٥٩٧)، تاريخ دمشق (٥٠/ ٥٣)، السير (٤/٤٦)، تاريخ الإسلام (٥/ ٥١٤)، التهذيب (٣/ ٤٦٦)]، وعلى هذا فلا يستبعد سماعه من عوف بن مالك؛ فقد سمع ممن هو أقدم منه وفاة بكثير، مثل معاذ بن جبل، ويبدو أنه كان في سن عوف بن مالك؛ فقد توفي عوف سنة (٧٣)، وروى مسلم لعوف من طريق جبير بن نفير [التحفة (١٠٩٠١ - ١٠٩٠٣)]، وروى البخاري لعوف من طريق أبي إدريس الخولاني [التحفة (١٠٩١٨)]، وهما من طبقة كثير بن مرة، ثم وجدت ما يثبت سماع كثير من عوف عند البخاري في الأدب المفرد (١١٤٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٠/ ٥٩)، بإسناد لا بأس به، وفيه: أن أبا الزاهرية قال: حدثني كثير بن مرة، قال: دخلت المسجد يوم الجمعة، فوجدت عوف بن مالك الأشجعي جالساً في حلقة ماداً رجليه بين يديه، فلما رآني قبض رجليه، ثم قال لي: تدري لأي شيء مددت رجلي؟ ليجيء رجل صالح