للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال الحاكم: «هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه».

قلت: هذا حديث منكر من حديث عدي بن ثابت، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي: ليس به بأس، وقد ضعف [التهذيب (١/ ١٥٨)].

تفرد به عنه: أسباط بن نصر، وهو: ليس بالقوي، تكلم في روايته عن السدي، وهو كثير الخطأ، يقلب الأسانيد [التهذيب (١/ ١٠٩)، الميزان (١/ ١٧٥)، ضعفاء العقيلي (١/ ٨٧)]، وقد سلك فيه الجادة؛ فإن عدي بن ثابت عن البراء: جادة مسلوكة، أخرج بها الشيخان أحاديث [التحفة (١٧٩١ - ١٧٩٦)].

• خالفه سفيان الثوري:

رواه مؤمل بن إسماعيل، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي:

ثنا سفيان، عن السدي، عن أبي مالك، عن البراء بن عازب، قال: كانوا يجيئون في الصدقة بأردأ تمرهم وأردأ طعامهم، فنزلت: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُم بِأَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ﴾ [البقرة: ٢٦٧] قال: لو كان لكم فأعطاكم، لم تأخذوه إلا وأنتم ترون أنه قد نقصكم من حقكم.

أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٤/ ٧٠٠ و ٧٠٤)، والطحاوي (٤/ ٢٠١)، وأبو جعفر النحاس في معاني القرآن (١/ ٢٩٦)، وابن حزم في المحلى (٤/ ٧٤)، والبيهقي (٤/ ١٣٦)

قلت: وهذا حديث حسن في الشواهد، فإن قيل: لم يروه عن الثوري سوى مؤمل بن إسماعيل، وهو: صدوق، كثير الغلط، وتابعه عليه من هو أدنى منه حالا في الثوري: أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي، وهو: صدوق، كثير الوهم، ليس بذاك في الثوري، قلت: نفس المتابعة تدل على كونه محفوظا عن الثوري، لا سيما وكلاهما من أصحاب الثوري المكثرين عنه، وإن كان يقع الوهم والغلط في حديث كل منهما، وهو محفوظ من وجه آخر عن السدي، رواه عنه: إسرائيل.

• تابع الثوري عليه: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وهو: كوفي ثقة.

رواه عبيد الله بن موسى [كوفي ثقة]، قال أبو حاتم: «عبيد الله أثبتهم في إسرائيل»، واعتمده الشيخان في إسرائيل. [التهذيب (٣/٢٨)، الجرح والتعديل (٥/ ٣٣٥)]، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي مالك، عن البراء، ﴿وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ﴾، قال: نزلت فينا معشر الأنصار، كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته، وكان الرجل يأتي بالقنو والقنوين فيعلقه في المسجد، وكان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتى القنو فضربه بعصاه فيسقط من البسر والتمر فيأكل، وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشيص والحشف، وبالقنو قد انكسر فيعلقه، فأنزل الله تبارك تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>