القردة والخنازير، فقالوا: كيف تعدل علينا، وأنت هكذا؟ فقال: ليس يمنعني ذلك من العدل عليكم، قالوا: بهذا قامت السماوات والأرض، قال: فخرص عليهم، ثم جعله نصفين، فخيرهم أن يأخذوا أيهما شاؤوا، قال: فما زاد أحدهما على الآخر شيئا.
وفي رواية: أن النبي ﷺ دفع خيبر إلى أهلها على النصف، وعلى أن يكفوا المسلمين المؤونة حتى يبلغ الثمر، ولهم الحطب وسواقط النخل، فلما بلغت الثمرة بعث إليهم عبد الله بن رواحة، وكان مسترضعا فيهم، ففرحوا به وقالوا: مرحبا بك وبمن جئت من عنده، كيف أنت، وكيف صاحبك الذي تركت وراءك؟ فقال: أما أنا فصالح، وأما صاحبي فوالله لهو أحب إلي من نفسي التي بين جنبي، ولأنتم أبغض إلي من عددكم من القردة والخنازير، قالوا: فكيف تعدل علينا؟ قال: لن يحملني حب صاحبي على أن أجور له عليكم، ولا يحملني بغضي إياكم أن لا أعدل عليكم قالوا: بهذا قامت السماوات والأرض، قال: فطاف في النخل ونظر، فقال: إن شئتم أن أكيل لكم كذا وكذا، ولنا الحطب وسواقط النخل، قال: ففرحوا بذلك وقبلوه، ثم كالوا التمرة فلم يجدوها نقصت شيئا مما خرص ولا زادت.
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (١٤٣٧)، وابن شبة في تاريخ المدينة (١/ ١٧٩ و ١٨٠)، والبلاذري في فتوح البلدان (٣٦).
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
ومراسيل الشعبي قوية، فقد قال العجلي:«مرسل الشعبي صحيح، لا يكاد يرسل إلا صحيحا»، وقال الآجري لأبي دواد:«مراسيل الشعبي أحب إليك أو مراسيل إبراهيم؟ قال: مراسيل الشعبي» [معرفة الثقات (٢٣٢١)، سؤالات الآجري (١/ ٢١٩)، تاريخ دمشق (٢٥/ ٣٤٦)].
• وروي من وجه آخر عن الشعبي متصلا، عن زياد بن عبد الله الأنصاري، قال: لما بعث رسول الله ﷺ عبد الله بن رواحة، فخرص على أهل خيبر لم يجده أخطأ بحشفة.
أخرجه ابن قانع في المعجم (١/ ٢٣٥)، وابن منده في معرفة الصحابة (٢/ ٤١٥ - الجامع لما في المصنفات الجوامع)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٢١١/ ٣٠٤٧)، والخطيب في تالي تلخيص المتشابه (١/ ٩٦/ ١٩٠).
قال ابن منده:«هذا حديث غريب، لا يعرف إلا من هذا الوجه، تفرد به عبيد».
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن قيس بن الربيع: عبيد بن إسحاق العطار، وهو: متروك، منكر الحديث [اللسان (٥/ ٣٤٩)، كنى مسلم (٦٩)، أسامي الضعفاء (١٩٥)].
• وروى البيهقي في الخلافيات (٤/ ٣٤٩/ ٢٣٧٥) من وجه آخر مرسلا، عن الشعبي ونافع معا مطولا بنحوه، وفيه قصة إجلاء عمر لليهود، وفي الإسناد: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وهو: ضعيف.
• وانظر في المراسيل أيضا في شأن قصة ابن رواحة في خرص نخل خيبر، مما لا