للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

«فنحن نأخذ بخرص عبد الله بن رواحة، ونرد عليكم الشيء بحصتكم النصف»، فقالوا هكذا بأيديهم - وعقد ثلاثين -: هذا الحق، وبهذا قامت السماوات والأرض، بل نأخذ النخل، فقوم النخل، وردوا على رسول الله الثمن بحصته النصف.

أخرجه ابن زنجويه في الأموال (٢٩٩ و ١٩٧٩).

وهذا مرسل بإسناد صحيح.

١٠ - وروى حفص بن غياث [كوفي، ثقة]، عن الشيباني [أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان: ثقة من كبار أصحاب الشعبي]، عن الشعبي، أن النبي بعث عبد الله بن رواحة إلى اليمن يخرص عليهم النخل، قال: سألت الشعبي أفعله؟ قال: لا.

أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٤١٤/ ١٠٥٥٧) و (٧/ ٢٩٤/ ٣٦٢٠٨).

وهذه الرواية وهم من حفص بن غياث، فإنه وإن كان ثقة؛ إلا أنه ساء حفظه بعدما ولي القضاء، وكان يغلط إذا حدث من حفظه، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة والروايات المرسلة على أن عبد الله بن رواحة أرسله النبي إلى خيبر ليخرص نخلها.

وقد خالفه من هو أثبت منه:

• رواه سفيان الثوري [ثقة ثبت حافظ حجة، أمير المؤمنين في الحديث]، عن الشيباني، عن الشعبي؛ أن النبي بعث عبد الله بن رواحة إلى أهل خيبر فخرص عليهم. أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ٥٢٦).

وهذا مرسل بإسناد صحيح، ومراسيل الشعبي من أقوى المراسيل؛ لأنه كان لا يرسل إلا صحيحاً.

وقد رواه عن الثوري به هكذا: أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي، وهو: ثقة ثبت، وقد يخطئ في حديث الثوري.

• ورواه نعيم بن حماد قال: أخبرنا ابن المبارك [ثقة حجة، إمام فقيه]، قال: حدثنا سفيان، عن الشيباني، عن الشعبي؛ أنه ذكر خرص ابن رواحة، فقال الشعبي: أما اليوم فلا يكون الخرص.

أخرجه الطحاوي في أحكام القرآن (٧٤٢).

قلت: لا يثبت هذا القول عن الشعبي في إنكار الخرص، ولم أقف له على إسناد يعتمد عليه، وآفة هذا الإسناد: تفرد نعيم بن حماد به عن ابن المبارك، ونعيم بن حماد المروزي: ضعيف، يروي المناكير عن الثقات، ويروي ما لا أصل له، يشبه عليه. [انظر: التهذيب (٤/ ٢٣٤)، الميزان (٤/ ٢٦٧)].

• وقد رواه هشم بن بشير [ثقة ثبت] [واللفظ له]، ويزيد بن هارون [ثقة متقن]: قال هشيم: أخبرنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: دفع رسول الله خيبر إلى أهلها بالنصف، فبعث عبد الله بن رواحة ليخرص النخل - أو قال: الثمر - عليهم، فقال لهم ابن رواحة: جئتكم من عند رجل هو أحب إليَّ من نفسي، ولأنتم أبغض إليَّ من

<<  <  ج: ص:  >  >>