فرواه المعافي، عن صالح، عن الزهري، عن سعيد، وأبي سلمة، عن أبي هريرة.
وخالفه النضر بن شميل، وسعيد بن سفيان الجحدري، فروياه عن صالح، ولم يذكرا أبا سلمة.
وأرسله مالك، ومعمر، وعقيل، وإبراهيم بن سعد، وابن أخي الزهري، عن سعيد بن المسيب: أن رسول الله ﷺ. «وهذا أصح». [وانظر: الإيماء إلى أطراف الموطأ لأبي العباس الداني (٥/ ١٨٣)].
قلت: قد ثبت من حديث جابر أن النبي ﷺ قد بعث عبد الله بن رواحة لكي يخرص ثمار خيبر على اليهود:
١ - فقد روى ابن جريج [وعنه: حجاج بن محمد، وعبد الرزاق بن همام، ومحمد بن بكر البرساني، وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، وهم ثقات]، قال: أخبرني أبو الزبير؛ أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: خرصها ابن رواحة أربعين ألف وسق، وزعم أن اليهود لما أن خيرهم ابن رواحة أخذوا الثمر، وعليهم عشرون ألف وسق.
قال ابن جريج [في رواية عبد الرزاق وحده]: قال لي عطاء: فحق على الخارص إذا تكاثر سيد المال الخرص أن يخيره كما خير ابن رواحة. قال: إي لعمري، وأي سنة خير من سنة النبي ﷺ.
أخرجه أبو داود (٣٤١٥)، وأحمد (٣/ ٢٩٦)، وعبد الرزاق (٤/ ١٢٤/ ٧٢٠٥ و ٧٢٠٦)(٤/ ٤٢٥/ ٧٤٣٢ - ط التأصيل) و (٤/ ٤٢٦/ ٧٤٣٣ - ط التأصيل)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (١٩٣)، وابن أبي شيبة (٢/ ٤١٤/ ١٠٥٦١)(٦/ ٣٤٦/ ١٠٨٦٦ - ط الشثري)، و (٧/ ٢٩٤/ ٣٦٢١٠)، وابن شبة في تاريخ المدينة (١/ ١٧٧)، والطبراني في الكبير (١٤/ ٣٧١/ ١٥٠٠٣)، والبيهقي في المعرفة (٨/ ٣٣٢/ ١٢٠٩٤). [التحفة (٢/ ٤٣٥/ ٢٨٦٩)، أطراف المسند (٢/ ١١٥/ ١٨٢٧)، المسند المصنف (٦/ ٣٣٣/ ٣٢١٩)].
وهذا حديث صحيح، على شرط مسلم.
٢ - ورواه محمد بن سابق [صدوق]، وحفص بن عبد الله بن راشد النيسابوري [صدوق، كاتب ابن طهمان، وراوي نسخته]، وأبو عون الزيادي [محمد بن عون البصري: ثقة. التاريخ الكبير (١/ ١٩٧)، الجرح والتعديل (٨/٤٨)، الثقات (٩/ ٩٠)، تاريخ الإسلام (٥/ ٦٨٣ - ط الغرب)]:
حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: أفاء الله خيبر على رسوله، فأقرهم رسول الله ﷺ[على ما كانوا]، وجعلها بينه وبينهم، فبعث عبد الله بن رواحة فخرصها عليهم، ثم قال: يا معشر اليهود أنتم أبغض الخلق إلي، قتلتم أنبياء الله، وكذبتم على الله، وليس يحملني بغضي إياكم [على] أن أحيف عليكم، قد خرصت [عليكم] عشرين ألف وسق من تمر، فإن شئتم فلكم، وإن أبيتم فلي، قالوا: بهذا قامت السماوات والأرض، قد أخذناها، قال: فاخرجوا عنا.