للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أفاء الله ﷿ على رسول الله ، خمسها رسول الله ، وقسمها بين المسلمين، ونزل من نزل من أهلها على الجلاء بعد القتال، فدعاهم رسول الله ، فقال: «إن شئتم دفعت إليكم هذه الأموال على أن تعملوها، وتكون ثمارها بيننا وبينكم، وأقركم ما أقركم الله»، فقبلوا، فكانوا على ذلك يعملونها، وكان رسول الله يبعث عبد الله بن رواحة، فيقسم ثمرها، ويعدل عليهم في الخرص، فلما توفى الله نبيه ، أقرها أبو بكر رضي الله تعالى عنه، بعد رسول الله بأيديهم على المعاملة التي عاملهم عليها رسول الله ، حتى توفي، ثم أقرها عمر صدراً من إمارته، ثم بلغ عمر أن رسول الله قال في وجعه الذي قبضه الله فيه: «لا يجتمعن بجزيرة العرب دينان»، ففحص عمر ذلك، حتى بلغه الثبت، فأرسل إلى يهود، فقال: إن الله ﷿ قد أذن في جلائكم، قد بلغني أن رسول الله قال: «لا يجتمعن بجزيرة العرب دينان»، فمن كان عنده عهد من رسول الله من اليهود فليأتني به أنفذه له، ومن لم يكن عنده عهد من رسول الله من اليهود، فليتجهز الجلاء، فأجلى عمر من لم يكن عنده عهد من رسول الله منهم.

أخرجه ابن هشام في السيرة (٢/ ٣٥٦).

وهذا مرسل جيد، ولم يذكر فوق الزهري أحداً.

• هكذا روى هذا الحديث من مراسيل الزهري، ولم يذكر فوقه أحداً: معمر بن راشد، ويونس بن يزيد الأيلي، وموسى بن عقبة، وابن جريج، وابن إسحاق.

وجعله من مرسل الزهري عن سعيد بن المسيب: مالك، ومعمر.

وجعله من مرسل الزهري عن سليمان بن يسار: مالك.

والأشبه عندي: أن هذا من تصرف الزهري، كان ينشط أحياناً فيجعله من مرسل سعيد، أو من مرسل سليمان بن يسار، أو يرسله فلا يسنده لأحد، والحاصل: فهو حديث مرسل، والله أعلم.

• قال الدارقطني في العلل (١٤/ ١١١/ ٣٤٥٩): «يرويه الزهري، واختلف عنه؛ فرواه ابن جريج، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. قاله عبد الرزاق عنه.

وخالفه مطرف بن مازن، فرواه عن ابن جريج، فقال: أخبرت عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

وخالفه معمر، وعقيل، روياه عن الزهري، عن ابن المسيب، مرسلاً.

وقال عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري، مرسلاً، لم يجاوز به.

والمرسل عن سعيد: أصح».

قلت: هذا الحديث من دلائل وقوع الفوت في جمع طرق الحديث للدارقطني في العلل.

وقد جمع طرقه في موضع آخر بأحسن مما هنا، حيث قال في العلل (٧/ ٢٨٩/ ١٣٦٠): «يرويه الزهري واختلف عنه؛ فرواه صالح بن أبي الأخضر واختلف عنه؛

<<  <  ج: ص:  >  >>