للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وهذا مرسل بإسناد صحيح.

• وقد روي مرسل سليمان بن يسار من وجه آخر، يثبت أنه كان عند الزهري من مرسل سعيد بن المسيب، ومن مرسل سليمان بن يسار:

رواه عبد الله بن وهب [ثقة حافظ، صحيح السماع من ابن لهيعة]، قال: أخبرني ابن لهيعة؛ أن بكير بن عبد الله حدثه، عن سليمان بن يسار؛ أن النبي بعث عبد الله بن رواحة إلى أهل خيبر خارصاً عليهم، فلما جاءهم تلقوه بالهدايا، فقال: لا أرب لي بهداياكم تعلمون معشر اليهود ما خلق الله قوماً أبغض إليَّ منكم، وما خلق الله قوماً أحب إليَّ من قوم خرجت منهم، وإني والله لا يحملني حبهم ولا بغضي إياكم أن لا تكونوا في الحق عندي سواء، وكان النبي قد أعطاهم النخل يساقونها على النصف، فخرصها ابن رواحة، فلما خرصها، قال: اختاروا فإن شئتم أخذتموه بما خرصت، وإلا أخذناه، فقالوا: هذا هو العدل، بهذا قامت السماوات والأرض.

أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (١/ ١٨٠).

وهذا مرسل بإسناد لا بأس به في المتابعات.

٦ - ورواه معمر بن راشد [ثقة ثبت، من أثبت الناس في الزهري]، عن الزهري، قال: لما أتاهم ابن رواحة جمعوا له حلياً من حلي نسائهم، فأهدوها إليه، فقال: يا معشر اليهود، والله إنكم لأبغض خلق الله إليَّ، وما ذاك بحاملي أن أحيف عليكم، وأما ما عرضتم علي من هذه الرشوة، فإنها سحت وإنا لا نأكلها، ثم خرص عليهم، ثم خيرهم أن يأخذوها، أو يأخذها هو فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض، فأخذوها بذلك الخرص.

أخرجه عبد الرزاق (٤/ ١٢٢/ ٧٢٠٢)، ومن طريقه: الطبراني في الكبير (١٤/ ٣٧٦) (١٥٠٠٩)

وهذا مرسل بإسناد صحيح.

• ورواه أيضاً: معمر، عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب؛ أن رسول الله دعا يهود خيبر، وكانوا خرجوا على أن يسيروا منها، فدفع إليهم خيبر على أن يعملوها على النصف، فيؤدونه إلى رسول الله وإلى أصحابه، وقال لهم رسول الله : «أقركم على ذلك ما أقركم الله»، فكان رسول الله يبعث إليهم عبد الله بن رواحة الأنصاري، فيخرص عليهم النخل حين يطيب أول شيء من ثمرها، قبل أن يؤكل منه شيء، ثم يخير اليهود يأخذونها بذلك الخرص أم يدفعونها بذلك الخرص؟.

وفي رواية: أن النبي دفع خيبر إلى اليهود على أن يعملوا فيها، ولهم شطرها، قال: فمضى على ذلك رسول الله ، وأبو بكر، وصدر من خلافة عمر، ثم أخبر عمر أن النبي قال في وجعه الذي مات فيه: «لا يجتمع بأرض الحجاز - أو: بأرض العرب - دينان»، ففحص عن ذلك حتى وجد عليه الثبت فقال: من كان عنده عهد من رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>