ج - ووهم فيه أيضاً: معمر بن راشد [ثقة، ثبت] في الزهري وابن طاووس، وقد يهم في حديث غيرهما، فرواه عن يحيى بن سعيد؛ أن عمر كان يقول للخراص: إذا وجدت قوماً قد خرفوا، يقول: قد نزلوا في حائطهم، فانظر قدر ما ترى أنهم يأكلون؛ فإنه لا يخرص عليهم.
أخرجه عبد الرزاق (٤/ ١٣٠ / ٧٢٢٢) (٤/ ٤٣١/ ٧٤٥٠ - ط التأصيل).
دـ وخالفهم جميعاً فوصله: حماد بن زيد [ثقة ثبت]، فرواه عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، أن عمر بن الخطاب ﵁ بَعَثَهُ على خرص التمر، وقال: إذا أتيت أرضاً فاخرصها، ودع لها قدر ما يأكلون.
أخرجه مسدد في مسنده (٥/ ٥٦٢/ ٩٢٢ - مطالب)، وأبو بكر الشافعي في الثالث عشر من فوائده بانتقاء أبي حفص المصري (٢٢٥)، والحاكم (١/ ٤٠٣) (٢/ ٢٧٠/ ١٤٨١ - ط الميمان)، وعنه: البيهقي في السنن (٤/ ١٢٤)، وفي الخلافيات (٤/ ٣٥٠/ ٣٢٧٨)، والخطيب في تاريخ بغداد (٤/ ٢٣٧ - ط الغرب). [الإتحاف (٦/ ٧٢/ ٦١٤٨) و (١٢/ ١٨٩/ ١٥٣٨٣)]
قال الحاكم بعد حديث ابن نيار عن سهل بن أبي حثمة: «وله شاهد بإسناد متفق على صحته، أن عمر بن الخطاب أمر به»؛ يعني: هذا الحديث.
قال البيهقي: «هذا إسناد متصل، ورواته كلهم ثقات».
وقال ابن حجر: «إسناده صحيح، وهو موقوف، وقد أخرجوا بهذا الإسناد عن سهل ﵁، عن النبي ﷺ مرفوعاً».
• قال ابن سعد في الطبقات (٥/ ٣٠٣): «بشير بن يسار: مولى بني حارثة بن الحارث من الأنصار، ثم من الأوس، وكان شيخاً كبيراً فقيهاً، وكان قد أدرك عامة أصحاب رسول الله ﷺ، وأدرك من أهل داره من بني حارثة من أصحاب رسول الله ﷺ رجالاً، منهم: رافع بن خديج، وسويد بن النعمان، وسهل بن أبي حثمة، وروى عنهم حديث القسامة عن النبي ﷺ، وقد روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وكان قليل الحديث». قلت: وعليه؛ فهو إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجا به حديث القسامة. [انظر: التحفة (٣/ ٦١٢/ ٤٦٤٤)].
قال عباس الدوري في تاريخ ابن معين (٤/ ١٨٧/ ٣٨٧٢): «سمعت يحيى يقول: لم يكن لحماد بن زيد كتاب إلا كتاب عن يحيى بن سعيد، قالوا: سمعه هو وجرير بن حازم من يحيى بن سعيد».
ورواه أيضاً عن ابن معين دون ذكر جرير في القصة: ابن الجنيد في سؤالاته لابن معين (٣٧)، قال ابن معين: «لم يكن لحماد بن زيد كتاب، إلا كتاب يحيى بن سعيد».
وقال سليمان بن حرب: «لم يكن لحماد بن زيد كتاب إلا كتاب يحيى بن سعيد الأنصاري» [تاريخ الإسلام (٤/ ٦٠٨ - ط الغرب)، السير (٧/ ٤٥٨)].