للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

المسيب لم يدرك عتاب بن أسيد؛ لأن المشهور في مولد سعيد أنه سنة خمس عشرة من الهجرة بعد وفاة عتاب بسنتين. وقد قيل: إن مولده بعد سنة عشرين» [البدر المنير (٥/ ٥٤٠)].

وكذا قال النووي في المجموع شرح المهذب (٥/ ٤٥١): «وهو مرسل؛ لأن عتاباً توفي سنة ثلاث عشرة، وسعيد بن المسيب ولد بعد ذلك بسنتين، وقيل: بأربع سنين» [البدر المنير (٥/ ٥٤٠)].

• قال العمراني في البيان (٣/ ٢٢٨): «وإنما جعل النخل أصلاً، ورد إليه الكرم؛ لأنه قد كان قد افتتح خيبر في سنة ست، وكان بها نخل، وكان يوجه عبد الله بن رواحة يخرصها عليهم. وكان خرص النخل عندهم مستفيضاً، ثم فتح الطائف وهوازن سنة ثمان، وكان بها كرم، فأمرهم بخرصها، كما يخرص النخل» [وانظر أيضاً: المجموع شرح المهذب (٥/ ٤٥١)].

وحاصل ما تقدم: فإن هذا الحديث قد اختلف فيه على الزهري:

أ - فرواه محمد بن صالح، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن عتاب بن أسيد؛ أن رسول الله قال في زكاة الكرم: «يخرص كما تخرص النخل، ثم تؤدى زكاته زبيباً؛ كما تؤدى زكاة النخل تمراً».

وروى أيضاً بنفس الإسناد: أن رسول الله كان يبعث على الناس من يخرص كرومهم وثمارهم.

ومحمد بن صالح بن دينار التمار المدني: صدوق، ليس بالمكثر عن الزهري، ولا من أصحابه المشهورين، لينه أبو حاتم، وتركه الدارقطني في رواية [التهذيب (٣/ ٥٩١)، الميزان (٣/ ٥٨١)].

ب - ورواه عبد الرحمن بن إسحاق في المحفوظ عنه، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، أن رسول الله أمر عتاب بن أسيد أن يخرص العنب كما يخرص النخل، فتؤدى زكاته زبيباً؛ كما تؤدى زكاة النخل تمراً. فتلك سنة رسول الله في النخل والعنب.

وعبد الرحمن بن إسحاق المدني، المعروف بعباد بن إسحاق: ليس به بأس، وليس هو ممن يعتمد على حفظه، ففي بعض حديثه ما ينكر ولا يتابع عليه [التهذيب (٢/ ٤٨٧)، الميزان (٢/ ٥٤٧)].

ج - ورواه عقيل بن خالد [ثقة ثبت، من الطبقة الأولى من أصحاب الزهري، وهو من أثبت الناس في الزهري، كما قال بذلك ابن معين، وحتى قدمه أبو حاتم في الزهري على يونس بن يزيد، ومعمر بن راشد، وقال أبو حاتم لما قارنه بمعمر: «عقيل: أثبت؛ كان صاحب كتاب، وكان الزهري يكون بأيلة، وللزهرِيّ هناك ضيعة، فكان يكتب عنه هناك». الجرح والتعديل (٧/٤٣)، التهذيب (٣/ ١٣٠)]، والأوزاعي [ثقة ثبت إمام، وفي روايته عن الزهري شيء، لكنه هنا قد توبع]:

<<  <  ج: ص:  >  >>