٨٩٢٨ - (م) ثوبان - رضي الله عنه - قال:«كنت قائماً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فجاء حَبرٌ من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمد، فدفعته دَفعةً كاد يُصرَع منها، فقال: لم تدفعني؟ فقلت: ألا تقول: يا رسولَ الله؟ فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله، فقال ⦗٣٨٠⦘ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن اسمي محمدٌ الذي سمّاني به أهلي، فقال اليهوديُّ: جئت أسألك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أينفعك شيء إن حدَّثتك؟ قال: أسمع بأُذني فنكتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بعودٍ معه، فقال: سَلْ، فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تُبَدَّل الأرض غير الأرض والسماوات؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: في الظلمة، دون الجِسْر، قال: فمن أولُ الناس إجازة؟ قال: فقراء المهاجرين، قال اليهوديُّ: فما تُحفتهم حين يَدْخُلون الجنة؟ قال: زيادةُ كَبِد النون، قال: فما غِذاؤهم على إثرِها؟ قال: يُنحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها، قال: فما شرابُهم؟ قال: من عين تُسَمَّى سلسبيلاً، قال: صدقت، قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد إلا نبيٌّ، أو رجل أو رجلان، قال: ينفعك إن حدَّثتك؟ قال: أسمع بأُذنيَّ، قال: جئت أسألك عن الولد؟ ، قال: ماءُ الرجل أبيض، وماءُ المرأة أصفر، فإذا اجتمعا، فعلا مَنيُّ الرجل مَنيَّ المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا منيُّ المرأة منيَّ الرجل آنثا بإِذن الله، قال اليهوديُّ: لقد صدقت، وإنك لنبيٌّ، ثم انصرف فذهب، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لقد سألني هذا عن الذي سأَلني عنه، وما لي علم بشيء منه، حتى آتاني الله عز وجل به» .
وفي رواية مثله، غير أنه قال:«كنت قاعداً عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» ⦗٣٨١⦘ وقال: «زائدةُ كَبِد النون» ، وقال:«أذكر وآنث» ، ولم يقل:«أذكرا وآنثا» أخرجه مسلم (١) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُحفتهم) التحفة: ما تعطيه غيرك من البرِّ والإحسان والهدية.
(النون) : الحوت، وجمعه نينان.
(أذْكرتِ المرأةُ) : إذا ولدت ذَكَراً، وآنَثَت: إذا وَلَدَتْ أنثى.
(١) رقم (٣١٥) في الحيض، باب بيان صفة مني الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (١/١٧٣) قال: حدثني الحسن بن علي الحلواني. قال: حدثنا أبو توبة «وهو الربيع بن نافع» . وفي (١/١٧٤) قال: حدثنيه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: أخبرنا يحيى بن حسان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (٢١٠٦) عن محمود بن خالد. عن مروان بن محمد. ثلاثتهم - أبو توبة. ويحيى. ومروان - عن معاوية بن سلام. عن زيد - يعني أخاه - أنه سمع أبا سلام. قال: حدثني أبو أسماء الرحبي. فذكره.