٤٢٨٦ - (ت د س) هشام بن إِسحاق بن عبد الله بن كنانة: عن أبيه قال: «أرسلني الوليد بن عُقبة (١) - وهو أميرُ المدينةِ - إِلى ابن عباس يسألُه (٢) عن استسقاءِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ [فأتيتُه] فقال: خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُتَبذِّلاً مُتَواضعاً متضرعاً، حتى أتى المصلى فرَقِيَ المنبر، فلم يخطب خُطْبتَكم هذه، ولكن لم يَزَلْ في الدعاء والتضرُّعِ والتكبيرِ، ثم صلَّى ركعتين كما يصلي في العيد» .
وزاد في رواية:«متخشِّعاً» أخرجه الترمذي، وأخرجه أبو داود، ولم يذكر «متبذلاً» ، ولا «متخشِّعاً» ، وقال: روي الوليد بن عقبة، وابن عبتة والصواب: ابنُ عتبة. ⦗١٩٢⦘
وأَخرجه النسائي قال:«أرسلني فلان إِلى ابن عباس أَسألهُ عن صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في الاستسقاء؟ فقال: خرج رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- متضرِّعاً متواضعاً متبذِّلاً، فلم يخطُب نحو خُطبتِكم هذه، فصلَّى ركعتين» .
وله في أخرى قال:«أَرسلني أمير من الأمراء إِلى ابن عباس: أسألُه عن الاستسقاء؟ فقال ابنُ عباس: ما منعه أَن يسأَلني؟ خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- متواضعاً متذِّللاً متخشِّعاً متضَرِّعاً، فصلى ركعتين كما يُصلِّي في العيدين، ولم يخطُب خطبتكم هذه» . وأخرج الرواية الأولى، وأول حديثه قال:«سألتُ ابن عباس»(٣) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الاستسقاء) : طلب السقي، وقد صار غالباً على طلب الغيث، ومسألة الله تعالى: أن يسقي الناس والدواب والنبات عند تعذر الغيث.
(مُتَبَذِّلاً) : التَّبَذُّل: ترك التزين، والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة.
(مُتَضَرِّعاً) : التَّضَرُّع: المبالغة في السؤال والرغبة.
(١) كذا الأصل: الوليد بن عقبة، وفي المطبوع: الوليد بن عتبة، ولعله أقرب، وهو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب الأموي، ولي المدينة سنة ٥٧هـ. (٢) في أبي داود والترمذي المطبوع: أسأله. (٣) رواه أبو داود رقم (١١٦٥) في الصلاة، باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها، والترمذي رقم (٥٥٨) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء، والنسائي ٣ / ١٥٦ في الاستسقاء، باب الحال الذي يستحب للإمام أن يكون عليها إذا خرج، وباب جلوس الإمام على المنبر للاستسقاء وباب كيف صلاة الاستسقاء، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] ١- أخرجه أحمد (١/٢٣٠) (٢٠٣٩) ، (١/٣٥٥) (٣٣٣١) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (١٢٦٦) قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (٥٥٩) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (٣/١٥٦) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، ومحمد بن المثنى، عن عبد الرحمن. وفي (٣/١٦٣) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (١٤٠٥) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. وفي (١٤٠٨) قال: حدثنا أبوموسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن. كلاهما - وكيع، وعبد الرحمن - عن سفيان. ٢- وأخرجه أحمد (١/٢٦٩) (٢٤٢٣) قال: حدثنا أبو سعيد. وابن خزيمة (١٤١٩) قال: حدثنا زكريا ابن يحيى بن أبان المصري، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. كلاهما - أبو سعيد، وابن يوسف - عن إسماعيل بن ربيعة بن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة. ٣- وأخرجه أبو داود (١١٦٥) قال: حدثنا النفيلي، وعثمان بن أبي شيبة. والترمذي (٥٥٨) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (٣/١٥٦) قال: أخبرنا محمد بن عبيد بن محمد. أربعتهم - النفيلي، وعثمان، وقتيبة، ومحمد بن عبيد - قالوا: حدثنا حاتم بن إسماعيل. ثلاثتهم - سفيان، وإسماعيل بن ربيعة، وحاتم - عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.