٨٠٦٥ - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يخرُجُ عُنُقٌ من النار يوم القيامة، له عينان تُبْصِران، وأُذُنان تَسمَعَان، ولِسانٌ ينطِقُ، يقول: إني وكِّلْتُ بثلاثة، بمن جَعَلَ مع الله إلهاً آخر، وبكل جبَّار عنِيد، وبالمصورين» أخرجه الترمذي (١) . ⦗٥١٩⦘
وفي رواية ذكرها رزين: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال:«من كذب عليَّ متَعمِّداً فليْتَبوَّأ بين عيني جهنم مقْعداً، قيل: يا رسولَ الله، ولها عينان؟ قال: أما سَمِعتم قول الله تعالى: {إذا رأَتْهُمْ من مكانٍ بعيدٍ سَمِعُوا لها تَغَيُّظاً وزفيراً}[الفرقان: ١٢] يخرج عنقٌ من النار، له عينان تبصران، ولسان ينطق، فيقول: وكِّلْتُ بَمن جعل مع الله إلهاً آخر، فلَهُوَ أبْصَرُ بهم من الطير بِحبِّ السمسم، فيلتقطهم، فيحبس بهم في جهنم»(٢) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عنق) العُنق: طائفة من الناس، والمراد به: طائفة من النار كالعنق.
(فيحبس بهم) أي: يغشيهم في النار ويتأخر عنهم.
(جبار عنيد) الجبَّار: القهَّار المتكبر: والعنيد: الجائر عن الحق، كالمعاند له.
(١) رقم (٢٥٧٧) في صفة جهنم، باب ما جاء في صفة النار، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. (٢) هذه الرواية ذكرها السيوطي في " الدر المنثور " إلى قوله: أما سمعتم قول الله تعالى ... وذكر الآية، ونسبه للطبراني وابن مردويه من حديث أبي أمامة. أقول: ولفقرات هذه الرواية شواهد بمعناها منها الذي قبله، والحديث المتواتر: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (٢/٣٣٦) قال: حدثنا عبد الصمد. والترمذي (٢٥٧٤) قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي. كلاهما - عبد الصمدبن عبد الوارث، وعبد الله بن معاوية - قالا: حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وقد رواه بعضهم عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد بن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه هذا.