٨٨١٧ - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ أُم سُليم كانت تَبْسُطُ للنبي - صلى الله عليه وسلم- نَطْعاً، فيقيل عندها على ذلك النطع، فإذا قام النبي - صلى الله عليه وسلم- أخَذَتْ من عَرَقِه وشَعرِه، فجمعته في قارورة، ثم جعلت في سُكٍّ، قال: فلما حضرتْ أنسَ بن مالك الوفاة أوصَى أن يُجعل في حَنوطه من ذلك السُّكِّ، قال: فجعل في حنوطه» هذه رواية البخاري.
ولمسلم قال:«كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يدخُلُ بيت أم سُلَيم، فينام على فراشها، وليست فيه، قال: فجاء ذات يوم، فنام على فراشها، فأُتِيَتْ، فقيل لها: هذا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- نائم في بيتك على فراشك؟ قال: فجاءت، وقد عَرِقَ، واسْتنقَع عرقُهُ على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عَتيدتها، فجعلت تُنَشِّفُ ذلك العرق، فتعصره في قواريرها، ففزع النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما تصنعين يا أُمّ ⦗٢٤٦⦘ سُليم؟ فقالت: يا رسول الله، نرجو بركته لِصبيَانِنا، قال: أصبتِ» .
ولمسلم أيضاً قال:«دَخَلَ علينا النبي - صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ عندنا فعَرِقَ وجاءت أُمّي بقارورة، فجعلت تَسْلُتُ العَرَقَ فيها، فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا أم سليم، ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عَرَقُكَ نجعله في طيبنا، وهو أطيب الطيب» وقد روى مسلم هذا عن أنس عن أم سليم نحوه. وفي رواية النسائي «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- اضطجع على نَطع فعرق، فقامت أم سليم إلى عرقه، فَنَشَّفَتْهُ، فجعلته في قارورة، فرآها النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما هذا الذي تصنعين يا أم سليم؟ فقالت: أجْعَلُ عرقَكَ في طيبي، فضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-»(١) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قال الإنسانُ يقيل) : إذا سكن وأقام عند القائلة، وهي شِدَّةُ الحرِّ وسطَ النهار.
(السُّكُّ) : شيء يتطيَّبُ به.
(الحنوط) : ما تُطيَّبُ به أكفانُ الميت خاصةً. ⦗٢٤٧⦘
(عتيد المرأة) : الإناءُ الذي تترك فيه ما يعزُّ عليها من متاعها.
(سَلَتَ الدَّمَ عن الجرح، والعرَقَ عن الجسم) : مسحه بيده وجَمَعَه.
(١) رواه البخاري ١١ / ٥٩ في الاستئذان، باب من زار قوماً فقال عندهم، ومسلم رقم (٢٣٣١) في الفضائل، باب طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك به، والنسائي ٨ / ٢١٨ في الزينة، باب ما جاء في الأنطاع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (٨/٧٨) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني أبي عن ثمامة، فذكره. وفي رواية: أخرجه أحمد (٣: ٢٢١) قال: حدثنا حجين بن المثنى. وفي (٣: ٢٢٦) قال: حدثنا هاشم بن القاسم ومسلم (٧/٨١) قال: حدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا حجين بن المثنى. كلاهما - حجين، وهاشم - قالا: حدثنا عبد العزبز بن أبي سلمة الماجشون، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. فذكره. أخرجها أحمد (٣/١٣٦) وعبد بن حميد (١٢٦٨) . ومسلم (٧/٨١) قال: حدثني زهير بن حرب. ثلاثتهم -أحمد، وعبد، وزهير - قالوا: حدثنا هاشم بن القاسم، عن سليمان بن المغيرة. وأخرجها أحمد (٣: ٢٣١) قال: حدثنا إسحاق بن منصور السلولي، قال: حدثنا عمارة بن زاذان.. كلاهما - سليمان وعمارة عن ثابت، فذكره. وبلفظ آخر: آخرجه النسائي (٨/٢١٨) قال: أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد بن عمر بن أبي الوزير أبو مطرف: حدثنا محمد بن موسى، عن عبد الله بن أبي طلحة فذكره.