هو أبو الفَضْل، العبَّاس بن عبد المُطَّلِب بن هاشم بن عبد مناف، عم النبي - صلى الله عليه وسلم-. وكان أسن من النبي - صلى الله عليه وسلم- بسنتين، وقيل: بثلاث. وأمه امرأة من النَّمِر بن قاسِط، وهي أول عربية كست الكعبةَ الحريرَ والديباجَ وأصناف الكسوة، وذلك أن العبَّاس ضَلَّ، وهو صبيّ، فنذرتْ إِنْ وجدتْهُ أن تكسوَ البيتَ الحرام، فوجدته ففعلت ذلك، وكان العباس رئيساً في الجاهلية، وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسِّقاية. أما السِّقَاية فهي معروفة، وأما العمارةُ فإنه كان يحمل قريشاً على عمارته بالخير، وترك السِّباب فيه، وقول الهُجْرِ. ولد قبل سنة الفيل. ومات يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة، ودفن بالبقيع، وصلَّى عليه عثمان.
وكان له من الولد تسع بنين، منهم الفضل، وهو أكبرهم، وعبد الله، وعُبَيْد الله، وعبد الرحمن، وقُثَم، وله ثلاث بنات. وكان أسلم قديماً، وكتم إِسلامه، وخرج مع المشركين إِلى بدر مكرهاً، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «مَن لقي العبّاس فلا يقتله، فإنه خرج مُسْتَكْرَهاً، فأَسَرَهُ أبو اليَسَر كعب بن عمرو ففادى نفسه» . ورجع إِلى مكة، ثم أقبل إِلى المدينة مُهاجراً.
روى عنه ابنه كثير (١) ، وعبد الله بن الحارث، ونافع بن جُبَيْر بن مُطْعِم، وعامر بن سَعْد بن أبي وقَّاص.