٤٦٨٥ - (خ م ت د س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: ⦗٤٧٩⦘ «أصبتُ أرضاً من أرضِ خَيْبَرَ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: أصبتُ أرضاً، لم أُصِبْ مالاً أحبَّ إِليَّ ولا أنفسَ عندي منها، فما تأمرُ به؟ قال: إِن شئتَ حَبستَ أَصلها، وتصدَّقت بها، قال: فتصدَّق بها عمرُ على أن لا تُباعَ ولا تُوَهبَ، في الفقراء، وذوي القربى، والرِّقابِ، والضيف، وابنِ السبيل، لا جناح على من وَليها أن يأْكل منها بالمعروف، غير مُتَمَوِّل مالاً، ويَطْعَم» .
وقد روي هذا الحديث عن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أيضاً مثله، أخرجه مسلم، والترمذي، وأَبو داود، والنسائي نحوه.
وللنسائي في أخرى:«أن عمرَ قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: المائةُ سهم التي لي من خيبر، لم أُصِبْ مالاً أعجبَ إِليَّ منها، فأردتُ أن أتصدَّقَ بها؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: احبس أَصلها، وسبِّلْ ثمرتها» .
وفي أخرى نحوه، وفيها:«كان لي مائةُ رأس، فاشتريتُ بها مائة سهم بخيبر من أهلها، وإِني قد أردتُ أن أتقرَّبَ بها إِلى الله - عز وجل - ... » وذكر الحديث.
وفي أخرى قال: «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أرض لي بثَمْغ (١) ؟ قال: ⦗٤٨٠⦘ احبس أصلها، وسَبِّلْ ثمرتها» (٢) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أنْفَس) الشيء النفيس: الكريم على أهله العزيز عندهم.
(أحبس) الحَبْس: الوقف، يريد: أن يقف أصل الملك.
(سبّل) يسبِّل الثمرة: أي: يجعلها مباحة لمن وقفها عليه.
(١) روى نحوها البخاري، وقال الحافظ في " الفتح " ٥ / ٢٩٣ " ثمغ " بفتح المثلثة الثاء وسكون الميم وبعدها معجمة، ومنهم من فتح الميم، حكاه المنذري، قال أبو عبيد البكري: هي أرض تلقاء المدينة كانت لعمر. (٢) رواه البخاري ٥ / ٢٦٣ في الشروط في الوقف، وفي الوصايا، باب قول الله تعالى: {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح} ، وباب الوقف كيف يكتب، وباب الوقف للغني والفقير والضيف، وباب نفقة القيم للوقف، ومسلم رقم (١٦٣٢) و (١٦٣٣) في الوصية، باب الوقف، وأبو داود رقم (٢٨٧٨) في الوصايا، باب ما جاء في الرجل يوقف الوقف، والترمذي رقم (١٣٧٥) في الأحكام، باب في الوقف، والنسائي ٦ / ٢٣٠ و ٢٣١ في الاحتباس، باب كيف يكتب الحبس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه مسلم (٥/٧٤) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. والنسائي (٦/٢٣٠) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو داود الحفري عمر بن سعد، عن سفيان. وفي (٦/٢٣٠) قال النسائي: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري. كلاهما - سفيان الثوري، وأبو إسحاق - عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. وأخرجه البخاري (٢٧٣٧) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن عون قال: أنبأني نافع عن ابن عمر فذكره.