[الفرع الأول: في الصدقة عن ظهر غنى، والابتداء بالألزم والأقارب]
٤٦٦٥ - (خ د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال:«خَيْرُ الصَّدَقَةِ ما كان عن ظَهْرِ غِنى، وابْدَأْ بمن تَعول» .
وفي رواية: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال:«اليدُ العليا خير من اليد السُّفْلى، ⦗٤٦١⦘ وابدأْ بمن تَعُولُ، وخيرُ الصَّدَقَةِ ما كان عن ظهرِ غِنى، ومن يستَعِفّ يُعِفُّه الله، ومن يستغنِ يُغنِهِ اللهُ» . أخرجه البخاري.
وعند أبي داود:«خَيْرُ الصدقةِ ما ترك غِنى، أو تُصدِّقَ عن ظهر غِنَى، وابدأْ بمن تَعُولُ» .
وعند النسائي:«خَيْرُ الصدقةِ ما كان عن ظهر غِنى، واليدُ العليا خير من اليد السُّفْلى، وابدأُْ بمن تَعُولُ»(١) .
وفي أخرى قال:«أفضلُ الصدقةِ: ما ترك غنى، واليدُ العليا خير من اليد السُّفْلى، وابدأْ بمن تَعُولُ، تقول المرأة: إِمَّا أن تُطعمَني، وإما أن تُطَلِّقَني، ويقول العبدُ: أطعْمني واستعملني، ويقول الابنُ: أطعمني، إِلى من تَدَعُني؟ فقالوا: يا أبا هريرةَ: سمعتَ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: لا، هذا من كيس أبي هريرة»(٢) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ظَهْر غِنى) يقال: أعطى فلان عن ظهر غنى، أي: أعطى عطاء من له ثروة ومال، فكأنه أسند ظهره إلى غِناه وماله. ⦗٤٦٢⦘
(اليد العليا) : يد المتصدق، وهي العليا في الحقيقة صورة ومعنى، قال الخطابي: أرى أن المتعففة في الحديث أولى من المنفقة، لأن الحديث مسوق لذكر العفة عن السؤال، فكان ذكر التعفف أولى من ذكر النفقة، والله أعلم.
(ابدأ بمن تعول) يعني: ابتدئ في الإنفاق والإعطاء بمن يلزمك نفقته من عيالك. فإن فضل شيء فليكن للأجانب.
(١) رواه البخاري ٣ / ٢٣٤ في الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى، وفي النفقات، باب وجوب النفقة على الأهل والعيال، وأبو داود رقم (١٦٧٦) في الزكاة، باب الرجل يخرج من ماله، والنسائي ٥ / ٦٢ في الزكاة، باب الصدقة على ظهر غنى. (٢) هذه الرواية لم نجدها عند النسائي، وهي عند أحمد في " المسند " ٢ / ٢٥٢ و ٢٩٩.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه الدارمي (١٦٥٨) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. والبخاري (٢/١٣٩) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. كلاهما - الليث، ووهيب - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. أخرجه النسائي (٥/٦٢) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا بكر، عن ابن عجلان، عن أبيه، فذكره.