٨٨٤١ - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «ما سمعت عمر يقول لشيء قطُّ: إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن، بينما عمر جالس: إذ مَرَّ به رجل جميل، فقال: لقد أخطأ ظني، وإن هذا على دِينه في الجاهلية - أو لقد كان كاهنهم - عليَّ الرَّجُلَ، فَدُعِيَ له، فقال له عمر: لقد أخطأ ظني أو إنك على دينك في الجاهلية، أو لقد كنت كاهنَهم، فقال: ما رأيت كاليوم استُقبِل به رجل مسلم، قال: فإني أعزِم عليك إلا ما أخبرتني، قال: كنت كاهنَهم في الجاهلية، قال: فما أعْجَبُ ما جاءتك به جِنيُّتك؟ قال: بينما أنا يوماً في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع، قالت:
أَلَمْ تَر الجنَّ وإِبْلاسَهَا ... ويَأسَها من بعد إنكاسها (١)
ولحوقها بالقلاص وأَحلاسها
قال عمر: صدق، بينا أنا نائم عند آلهتهم، إذ جاء رجل بعِجْل فذبحه، فصرخ به صارخ لم أسمع صارخاً أشد صوتاً منه، يقول: يا جَليح أمرٌ نَجيح، رجل فصيح، يقول: لا إِله إلا الله، فوثبَ القوم، قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جَليح، أمرٌ نجيح، رجل فصيح، يقول: ⦗٢٦٥⦘ لا إله إلا الله، فَقُمتُ، فما نَشَبْنَا أن قيل: هذا نبي» أخرجه البخاري (٢) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الإبلاس) : التحيّر والدَهش.
(إنكاسها) : انقلابها عن أمرها.
(إيناسها) من آنَسَتُ الشيء بمعنى أبصرتُه، فكأن الجن يئست مما كانت تدركه ببعثة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-.
(القلاص) جمع القَلُوص: وهي الناقة الشَّابَّةُ.
(الأحلاس) جمع حِلْس: وهو الكساء الذي يكون على ظهر البعير.
(الجَليح) اسم رجل، و (النَّجيح) السريع، ويجوز أن يكون من النجح والنجاح، وهو الظَّفر بالمطلوب.
(ما نَشِبْتُ) أي: ما لبثت.
(١) وفي بعض النسخ: إيناسها. (٢) ٧ / ١٣٥- ١٣٨ في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب إسلام عمر بن الخطاب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه البخاري (٥/٦١) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثني عمر- هو ابن محمد بن زيد - بن عبد الله بن عمر-أن سالما حدثه عن عبد الله بن عمر فذكره.