٨٠١٨ - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنا سيدُ ولدِ آدم يومَ القيامة، ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ - آدمُ فمن سواه - إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشقُّ عنه الأرض ولا فخر، قال: فيفزع الناس ثلاث فزعات، فيأتون آدم، فيقولون: أنت أبونا آدم، فاشفع لنا إلى ربك، فيقول: إني أذنبتُ ذنباً فأُهبِطتُ به إلى الأرض، ولكن ائتوا نوحاً، فيأتون نوحاً، فيقول: إني ⦗٤٨٧⦘ دعوتُ على أهل الأرض دعوة فأُهلِكُوا، ولكن اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم، فيقول: إني كذبتُ ثلاث كذبات، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما منها كذبة إلا ماحلَ بها عن دين الله، ولكن ائتوا موسى، فيأتون موسى، فيقول: قد قتلت نفْساً، ولكن ائتوا عيسى، فيأتون عيسى، فيقول: إني عُبِدْتُ من دون الله، ولكن ائتوا محمداً - صلى الله عليه وسلم-، فيأتوني، فأنطلق معهم. قال ابن جُدْعان: قال أنس: فكأني أنظر إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، قال: فآخُذُ بِحلْقِة باب الجنة، فأُقَعْقِعها، فيقال: مَن هذا؟ فيقال: محمد، فيفتحون لي ويرَحبّون، فيقولون: مرحباً، فأخِرُّ ساجداً، فيُلهِمُني الله من الثناء والحمد، فيقال لي: ارفع رأسك، سلْ تُعْطَ، واشفع تُشَفَّع، وقل يُسمَع لقولك، وهو المقام المحمود الذي قال الله تعالى:{عسى أن يبعثكَ ربُّك مقاماً محموداً}[الإسراء: ٧٩] » قال سفيان: ليس عن أنس إلا هذه الكلمة «فآخذُ بحلقة باب الجنة فأُقعْقِعُها» أخرجه الترمذي (١) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فيفزَع) فزِعتُ إلى فلان: إذا لجأتَ إليه، واعتمدتَ عليه.
(ماحَلَ) المماحلة: المخاصمة والمجادلة.
(١) رقم (٣١٤٧) في التفسير، سورة بني إسرائيل، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] أخرجه أحمد (٣/٢) قال: حدثنا هشيم. وابن ماجة (٤٣٠٨) قال: مجاهد بن موسى، وأبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، قالا: حدثنا هشيم، والترمذي (٣١٤٨ /٣٦١٥) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. كلاهما - هشيم، وسفيان - عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، فذكره. * رواية هشيم، والترمذي (٣٦١٥) مختصرة علي أوله. فيفزع: فزعت إلى فلان: إذا لجأت إليه، واعتمدت عليه. ماحل: المماحلة: المخاصمة والمجادلة.