٦٩٥٨ - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ ⦗٣٣٢⦘ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول:«يتركون المدينةَ على خير ما كانت، لا يغشاها إلا العوافي - يريد عوافيَ السباع والطير - فآخرُ من يُحشَر راعيان من مُزَينَةَ يريدان المدينة، ينعِقان بغنمها، فيجدانها مُلِئَتْ وحوشاً، حتى إذا بلغا ثَنِيَّةَ الوداع خَرَّا على وجوههما» .
وفي رواية «ليتركنَّها أهلُها على خير ما كانت مذللَّة للعوافي - يعني السباع والطير» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية «الموطأ» : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال:«لتتركنَّ المدينة على أحسن ما كانت، حتى يدخل الكلبُ أو الذئب، فيغذِّي على بعض سواري المسجد، أو على المنبر، فقالوا: يا رسول الله، فلمن تكون الثمار ذلك الزمان؟ فقال: للعوافي: الطير والسباع»(١) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العوافي) : جمع عافية، والعافية: كل طالب، سواء كان من السباع أو الطير أو الدواب أو الناس، إلا أنه قد كثر استعماله وغلب على السباع والطير.
(نعَق) الراعي بالغنم: إذا دعاها لتعود إليه.
(مذللة) بلدة مذللة، وأرض مذللة، وناقة مذللة، أي: متمكَّن منها غير محمية ولا ممتنعة، والمراد: أن المدينة تكون يومئذ مخلاةً تنتابها السباع ⦗٣٣٣⦘ والوحوش لخلوِّها من الساكنين، وقيل: أراد مذللةً قطوفها، يعني دانية، ممكِّناً منها، أي على أحسن أحوالها.
(غذَّى) الكلب ببوله تغذية: إذا رماه متقطِّعاً.
(١) رواه البخاري ٤ / ٧٧ في فضائل المدينة، باب من رغب عن المدينة، ومسلم رقم (١٣٨٩) في الحج، باب في المدينة حين يتركها أهلها، والموطأ ٢ / ٨٨٨ في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (٢/٢٣٤) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (٢/٣٨٥) قال: حدثنا علي. قال: حدثنا أبو صفوان. قال: أخبرني يونس. والبخاري (٣/٢٧) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (٤/١٢٢، ١٢٣) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا أبو صفوان، عن يونس بن يزيد. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال: حدثنا أبي عن جدي. قال: حدثني عقيل بن خالد. أربعتهم - معمر بن راشد، وويونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد - عن ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني سعيد بن المسيب، فذكره. * الروايات مطولة ومختصرة. ورواية مالك أخرجها (٥٥٤) عن ابن حماس، عن عمه، فذكره.