وقوله:"ولم يخرجهما" يدل على اعتقاده أن التخصيص يفتقر إلى نية الإخراج وليس كذلك.
وقوله:"إن النساء لا يدخلن في خطاب الرجال إلا بدليل" فقال: دل الدليل على دخول المرأة؛ لأن الغرض أنه خطاب الحاضرين وامرأته منهم، ولا خلاف أنه إذا اجتمع المذكر والمؤنث أنه يجوز التعبير عن الكل بلفظ التذكير، وقال الشيخ زين [الدين](١) ابن المرحل في موضع آخر (٢) بعد سياق (٣) كلام الرافعي السالف فيه: لأنه يستدعي أولًا حضور ذلك [بباله](٤) حالة اللفظ، إلا أن يكون سابقًا عليه، ثم (٥) لو حضر فليس الحضور استثناء لها، فإن الاستثناء إنشاء، والحضور بالبال مجرد علم أو ظن أو وهم أو شك.
قلت: وما سبق من دعوى أن قصر بعض الأفراد تخصيص [فتحقيق](٦) ذلك أن الشخص إذا قال: والله لا كلمت أولاد زيد (٧) فله أحوال:
أحدها: أن لا يقصد شيئًا معينا فلا إشكال في حنثه بالجمع؛ لدلالة اللفظ عليه وضعًا، فلا حاجة إلى القصد.
ثانيها: أن يقصد [إخراج بعضهم ويقصد مع ذلك إثبات الباقي، أو لا يقصد](٨) شيئًا فلا إشكال في عدم الحنث المخرج؛ لأنه خصص يمينه بالبعض.
(١) من (ق). (٢) انظر: "الأشباه والنظائر" لابن الوكيل (ص: ٢٦٦). (٣) في (ق): "أن ساق". (٤) في (ق): "لغلبة". (٥) في (ن): "نعم". (٦) من (ق). (٧) في (ق): "سنة". (٨) ما بين المعقوفتين ساقط من (ق).