للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ويبدو لي أن الحديث محفوظ عن ابن المبارك، ولم ينفرد به نعيم بن حماد. [انظر: إكمال التهذيب لمغلطاي (١٠/ ٣٨٩)، ولم أقف على النقل المذكور في مصنفات ابن أبي حاتم، وقد ذكر أن أبا حاتم سمعه من عارم وموسى بن أيوب، عن ابن المبارك به، وأبو النعمان محمد بن الفضل عارم: ثقة ثبت، وموسى بن أيوب النصيبي: ثقة].

قلت: أسامة بن زيد الليثي مولاهم: صحيح الكتاب، يخطئ إذا حدث من حفظه، وقد أنكروا عليه أحاديث [تقدمت ترجمته مفصلة عند الحديث رقم (٣٩٤ و ٦٠٠ و ٦١٩)]، وهذا الحديث يرويه عنه عبد الله بن وهب، وهو يروي عنه نسخة صالحة [قال ابن عدي في الكامل (١/ ٣٩٥): «يروي عنه ابن وهب بنسخة صالحة»، ولم ينكر على أسامة شيئاً من نسخة ابن وهب]، وقد روى مسلم من هذه النسخة في المتابعات.

لكن من أمارات عدم ضبط أسامة لهذا الحديث: روايته له بهذه القصة المطولة حيث حدث بها ابن وهب، بينما اختصر الحديث حين حدث به ابن المبارك، فأفهم أن النبي هو الذي أخذ منهم ابتداء زكاة العسل، بينما في القصة ما يدل على أنهم تطوعوا بذلك، وطلبوا في المقابل أن يحمي لهم وادييهم، وليس ذلك شأن الصدقات المفروضة، كما سيأتي بيانه في كلام الأئمة النقاد.

• وله طرق أخرى عن عمرو بن شعيب:

• رواه أبو الأسود النضر بن عبد الجبار: مصري، ثقة، عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر [مصري، ثقة فقيه]، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله كان يؤخذ في زمانه من قرب العسل من عشر قربات قربة، من أوسطها.

أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (١٤٨٩)، وابن زنجويه في الأموال (٢٠١٤)

• ورواه كامل بن طلحة [الجحدري، وهو بصري، نزل بغداد: لا بأس به]: ثنا ابن لهيعة: ثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن بطناً من فهم كانوا يؤدون إلى رسول الله من نحل لهم، من كل عشر قرب قربة، فلما كان عمر استعمل على هناك سفيان بن عبد الله الثقفي، … فذكر نحو حديث أسامة بن زيد.

أخرجه الطبراني في الكبير (٧/ ٦٨/ ٦٣٩٤).

قلت: الأشبه عندي رواية أبي الأسود، فهو مكثر عن ابن لهيعة، وبلدي له، ورواية أهل بلد الرجل مقدمة على رواية الغرباء عند الاختلاف، والله أعلم.

ولو فرضنا كون الطريقين محفوظين عن ابن لهيعة؛ فهو اضطراب منه؛ وعبد الله بن لهيعة: ضعيف؛ له أحاديث منكرة تدل على ضعفه، وسوء حفظه، واضطرابه في الأسانيد والمتون.

وحاصل ما تقدم من طريق حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أنه قد رواه عنه:

<<  <  ج: ص:  >  >>