قلت: هذا هو الصواب: مرسل، بإسناد صحيح.
وأبو سهل كثير بن زياد: وثقه ابن معين، والبخاري، وأبو حاتم، والنسائي، قالوا جميعاً: «ثقة»، زاد أبو حاتم: «من أكابر أصحاب الحسن، لا بأس به، بصري وقع إلى خراسان»، ولا عبرة بما قيل فيه بعد هؤلاء [التهذيب (٣/ ٤٥٨)، الجرح والتعديل (٧/ ١٥١)].
• وانظر أيضاً فيما لا يثبت ما أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث (١/ ١٢٣ و ١٢٤)، ومن طريقه: البيهقي في السنن (٤/ ١١٨).
٩ - حديث علي بن أبي طالب:
رواه أحمد بن الحارث البصري: حدَّثنا الصقر بن حبيب، قال: سمعت أبا رجاء العطاردي، يحدث عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب ﵁، أن النبي ﷺ قال: «ليس في الخضراوات صدقة، ولا في العرايا صدقة، ولا في أقل من خمسة أوسق صدقة، ولا في العوامل صدقة، ولا في الجبهة صدقة». قال الصقر: الجبهة: الخيل والبغال والعبيد.
أخرجه الدارقطني في السنن (٢/ ٤٧٦/ ١٩٠٧)، وفي المؤتلف (٣/ ١١٨٣)، ومن طريقه: البيهقي في الخلافيات (٤/ ٣٥٥/ ٣٢٨٩)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/٧/٨٢٢)، وعلقه ابن حبان في المجروحين (١/ ٣٧٥). [الإتحاف (١١/ ٥٠٨/ ١٤٥٢٥)].
قال ابن حبان: «ليس هذا من كلام النبي ﷺ، وإنما يعرف هذا بإسناد منقطع، فقلب هذا الشيخ على أبي رجاء عن ابن عباس عن علي ﵇».
وقال الدارقطني: «الصقر وأحمد: ليسا بالقويين» [الإتحاف. من تكلم فيه الدارقطني لابن زريق (٦ و ١٦٤)].
قلت: هو حديث منكر من حديث أبي رجاء العطاردي، تفرد به: الصقر بن حبيب، وسماه ابن حبان: الصعق، وهو: مجهول، ضعفه ابن حبان، فقال: «يخالف الثقات في الروايات، ويأتي بالمقلوبات عن الأثبات»، وقال الدارقطني: «ليس بالقوي» [المجروحين (١/ ٣٧٥)، تعليقات الدارقطني على المجروحين (١٥٩)، الأحكام الوسطى (٢/ ١٦٠)، ضعفاء ابن الجوزي (١٦٩٥ و ١٧٠٠)، بيان الوهم (٥/ ٢٨٤/ ٢٤٧٣)، الميزان (٢/ ٣١٥ و ٣١٧)، الإتحاف (١١/ ٥٠٨/ ١٤٥٢٥)، اللسان (٤/ ٣١٩)، من تكلم فيه الدارقطني لابن زريق (١٦٤)].
وأحمد بن الحارث الغساني البصري: متروك الحديث، له مناكير لا يتابع عليها [اللسان (١/ ٤٢٣ و ٤٢٤)].
• وقد صح عن اثنين من الصحابة أن: لا زكاة في البقر العوامل؛ علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين، وجابر بن عبد الله، ولا نعلم لهما مخالفاً من الصحابة، فوجب العمل بقولهما، والقياس يدل عليه، ولا يثبت في الباب حديث مرفوع، والله أعلم [تقدم تخريج ما في الباب تحت الحديث رقم (١٥٧٣)].