قلت: هو حديث منكر، تفرد به: أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم، وقد ضعفوه، وراشد بن سعد: حمصي، تابعي، ثقة، كثير الإرسال، لم يدرك عمر ولا حذيفة بن اليمان.
وقد ثبت معناه عن عمر، كما سيأتي.
قال ابن كثير في مسند الفاروق (١/ ٣٦٤): «هكذا رواه الإمام أحمد، وهو منقطع، فإنَّ راشد بن سعد المقرائي الحمصي وإن كان ثقةً نبيلاً، إلا أنه من صغار التابعين، ولم يُدرك أيام عمر، بل ولا حذيفة، بل قد نص أحمد بن حنبل على أنه لم يسمع من ثوبان. وقال أبو زرعة: روايته عن سعد بن أبي وقاص مرسلة، وهما قد ماتا بعد الخمسين من الهجرة. لكن قد روي معناه من طريق أخرى؛ فذكر ما ثبت عن عمر، من طريق أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، قال: جاء ناس من أهل الشام إلى عمر، فقالوا: إنا قد أصبنا أموالاً وخيلاً ورقيقاً، نحبُّ أن يكون لنا فيها زكاة وطهور، قال: ما فعله صاحباي قبلي، … الحديث، ويأتي ذكره قريباً.
٦ - حديث أسامة بن زيد:
رواه الحسين بن أبي معشر [هو: الحسين بن محمد بن مودود، أبو عروبة ابن أبي معشر الحراني السلمي الحافظ: أحد أئمة هذا الشأن ثقةً ونبلاً. الإرشاد (١/ ٤٥٩)، السير (١٤/ ٥١٠)، تاريخ الإسلام (٧/ ٣٣٩)، الثقات لابن قطلوبغا (٣/ ٤٤٠)]: حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي [شيخ الجرح والتعديل (٢/ ٢٢٠)، الثقات (٨/ ١٢٢)، الثقات لابن قطلوبغا (٢/ ٣٢٢)]: حدثنا أبو قتادة، عن عمر الصهباني خال ابن أبي يحيى، عن الزهري، عن عيسى بن طلحة، عن أسامة بن زيد؛ أن النبي ﷺ قال: ليس في الخيل والرقيق صدقة؛ إلا صدقة الفطر في العبيد».
أخرجه ابن عدي في الكامل (٦/٢٦)(٧/ ٣١٧/ ١١٤٣١ - ط الرشد).
أورده ابن عدي في ترجمة عمر بن محمد بن صهبان، ثم قال في آخر ترجمته:
«وعمر هذا له من الحديث غير ما ذكرت، وعامة أحاديثه ما لا يتابعه الثقات عليه، والغلبة على حديثه المناكير.»
قلت: هو حديث باطل؛ تفرد به عن الزهري عمر بن صهبان، وهو: متروك، منكر الحديث، واهي الحديث، والراوي عنه: أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني، وهو: متروك، منكر الحديث.
٧ - حديث أبي هريرة:
رواه يحيى بن عثمان [يحيى بن عثمان بن صالح القرشي السهمي مولاهم، أبو زكريا المصري: حافظ أخباري، صدوق، له ما يُنكر، ويحدث من غير كتبه، فطعنوا فيه لأجل