[بصري، ثقة متقن]، عن أبي العالية، عن زيد بن حارثة؛ أنه حمل على فرس في سبيل الله، ثم أنه وجده بعد في السوق يباع، وهو مصرور مهزول، فساوم به، ثم أتى النبي ﷺ، فقال له: إني كنت حملت على فرس في سبيل الله، وإني قد وجدته يباع في السوق بثمن يسير مهزول مصرور، وقد عرفت عرفه، أفأشتريه؟ فنهاه رسول الله ﷺ أن يشتريه.
أخرجه الطبراني في الكبير (٥/ ٨٨/ ٤٦٦٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١١٤١/ ٢٨٦١).
قلت: أبو العالية رفيع بن مهران: تابعي كبير، من الطبقة الثانية، أدرك أبا بكر وعمر وعلياً، لكنه لم يدرك زيد بن حارثة؛ لكونه توفي في حياة النبي ﷺ؛ فهو منقطع.
ثم هو حديث غريب من هذا الوجه، تفرد به عن زياد بن خيثمة: أبو بدر شجاع بن الوليد، وهو: ليس به بأس، له أوهام، قال فيه أبو حاتم: «هو لين الحديث، شيخ ليس بالمتين، لا يحتج به» [الجرح والتعديل (٤/ ٣٧٩)، الميزان (٢/ ٢٦٤)، التهذيب (٢/ ١٥٤)].
ولم يشتمل حديثه على النهي عن بيع الأفلاء، وإنما هو في معنى حديث عمر بن الخطاب، وحديث ابنه عبد الله.
وقد روي عن داود عن أبي العالية من وجه آخر من حديث أسامة بن زيد.
• رواه أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان، عن الأعمش، عن إبراهيم [يعني: ابن يزيد النخعي]، وعن داود [يعني: ابن أبي هند]، عن أبي العالية؛ أن أسامة حمل على مهر له في سبيل الله، فرآه بعد ذلك وهو يباع، قال: فقلت للنبي ﷺ: قد عرفت عرفه [وفي نسخة: عرقه]، فنهاني عنه.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٤١٠/ ١٠٥٠٤) (٦/ ٣٣٠/ ١٠٨٠٤ - ط الشثري).
قلت: وهذا حديث غريب من حديث الأعمش؛ وأبو خالد الأحمر سليمان بن حيان: كوفي صدوق، لكنه ليس بذاك الحافظ الذي يحتمل منه التفرد عن الأعمش دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم، قال البزار: «ليس ممن يلزم بزيادته حجة، لاتفاق أهل العلم بالنقل أنه لم يكن حافظاً، وأنه قد روى أحاديث عن الأعمش وغيره: لم يتابع عليها»، وقال ابن عدي: «وإنما أتي هذا من سوء حفظه، فيغلط ويخطئ، وهو في الأصل كما قال ابن معين: صدوق، وليس بحجة». [الكامل (٣/ ٢٨٢)، إكمال مغلطاي (٦/٥٠)، التهذيب (٢/ ٨٩)]. [راجع: الحديث رقم (٦٩٨)، والحديث رقم (١١٥٢)].
فإن قيل: إذا اجتمع الوجهان زادا الحديث قوة، وأشعرا بثبوت أصله؟ فيقال: رواه أبو بدر شجاع بن الوليد ثنا زياد بن خيثمة، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن زيد بن حارثة؛ أنه حمل على فرس في سبيل الله، … الحديث.
ورواه أبو خالد الأحمر، عن الأعمش، عن إبراهيم، وعن داود، عن أبي العالية؛ أن أسامة حمل على مهر له في سبيل الله، … الحديث.