عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله، قال: قال النبي ﷺ: «إذا أتاكم المصدق فلا يفارقنكم إلا عن رضاً».
أخرجه الترمذي (٦٤٧)، والدارمي (١٨١٧ - ط البشائر)، وأحمد (٤/ ٣٦٤ و ٣٦٥)، والحميدي (٨١٤)، والطبراني في الكبير (٢/ ٢٣٣٧/ ٣٢١) و (٢/ ٢٣٦١/ ٣٢٦ و ٢٣٦٢)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ١٤٢/ ٢٤٠٩). [التحفة (٢/ ٥٦٧/ ٣٢١٥)، الإتحاف (٤/٤٨/٣٩٣٩)، المسند المصنف (٧/ ٩٤/ ٣٥٠٣)].
قال الترمذي:«حديث داود عن الشعبي: أصح من حديث مجالد، وقد ضعف مجالداً بعض أهل العلم، وهو كثير الغلط».
قلت: مجالد بن سعيد: ليس بالقوي، والأكثر على تضعيفه [التهذيب (٤/٢٤)]، وهو هنا قد توبع على روايته عن الشعبي: تابعه داود بن أبي هند، والمغيرة بن مقسم الضبي، ولم يأت فيه بما ينكر، ويحيى بن سعيد القطان هو ممن يضعف مجالداً، فكونه يروي عنه هذا الحديث، فهو تقوية له، فقد كان من عادته ألا يروي إلا ما هو صحيح عنده، قال البيهقي في السنن (٤/ ٩٣) عن يحيى بن سعيد القطان: «وهو يتقي أمثال ذلك [يعني: الحديث الغلط]، فلا يروي إلا ما هو صحيح عنده، والله أعلم»؛ فهو حديث صحيح، حفظه مجالد وضبطه؛ فكما أنه ليس من شرط الثقة ألا يهم، فكذلك ليس من شرط الضعيف ألا يضبط، والله أعلم.
• هكذا رواه عن سفيان بن عيينة، عن مجالد بن سعيد، وداود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جرير مرفوعاً الحميدي، وإبراهيم بن بشار الرمادي [عند الطبراني].
خالفهما: أبو عبيد الله المخزومي، فقال: حدثنا سفيان، عن مجالد وإسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا جاءكم المصدق فلا يفارقكم إلا عن رضى».
أخرجه أبو طاهر المخلص في السادس من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١٩٦)(١٢١٥ - المخلصيات).
قلت: سعيد بن عبد الرحمن أبو عبيد الله المخزومي: ثقة، من أصحاب ابن عيينة، لكنه قد وهم في إسناد هذا الحديث، بذكر إسماعيل بن أبي خالد فيه، إنما هو عن مجالد بن سعيد، وداود بن أبي هند، هكذا رواه الناس عنهما، والحميدي: من أثبت الناس في ابن عيينة، وهو راويته، والقول قوله، لا سيما وقد تابعه: إبراهيم بن بشار الرمادي، والله أعلم.
د - ورواه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق [ثقة]، عن جابر، عن عامر [الشعبي]، عن جرير بن عبد الله، قال: أتاه مصدقون فقال: أرضيتم؟ قالوا: نعم، فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أرضوا سعاتكم ومصدقيكم». وفي رواية:«لا يرجع المصدق إلا عن رضاً».